سماحة المرجع المُدرّسي يهنأ الشعب المصري بنجاح ثورته:
ايها الحكام توبوا و اتركوا الظلم و الفساد وصالحوا شعوبكم قبل فوات الأوان
|
كربلاء المقدسة/ الهدى:
هنأ سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرسي "دام ظله" الشعب المصري بنجاح ثورته وسقوط نظام الحكم الظالم ، وقال سماحته في كلمة متلفزة بثت ليلة رحيل رأس النظام، مخاطبا ابناء الامة أن " ما حدث في إيران قبل ثلاث وثلاثين عاماً، أو في مصر اليوم، وبينهما ما حدث في جنوب لبنان، والعراق وغيرها وهنا وهناك ، ليست حوادث منفصلة عن بعضها، إنما هي في الحقيقة هبّة إسلامية عارمة تغذيها ليست العوامل المادية، مثل القضاء على الفساء والتخلّف الإقتصادي والفقر والبطالة فقط، وإنما أيضاً تغذيها روح القرآن وروح التاريخ الإسلامي.." واضاف إنه "وبالرغم من كل التحديات الداخلية والخارجية إلاّ أن قلب الأمة لا يزال ينبض بالدين.. وإذا كنتم قد رأيتم كيف أن وسط مصر في (ميدان التحرير) قد ارتفعت فيه هتافات (الله أكبر) والضراعة إلى الله سبحانه وتعالى والدعاء، وكذلك في سائر المدن المصرية وتذكرتم ذات هذه الصورة قبل ثلاث وثلاثين عاماً في إيران، وذات هذه الصورة في العراق، ولا سيما في الملحمة الكبرى التي جرت في أيام أربعين الإمام الحسين سلام الله عليه، والمسيرات الراجلة من أقصى نقاط العراق إلى حيث الحسين عليه السلام ، حيث كل هذه الصور المتفرقة ظاهراً، المتناثرة على رقع مختلفة من الأرض، كلها تعبّر عن حقيقة واحدة وهي أن الإسلام لا يزال حياً في نفوس الأمة، وأنه مهما تكالبت وتكاثرت التحديات على الأمة، إلاّ أنها لن تفت في عضدها ". واضاف " "إننا نهنئ الشعب المصري ونهنئ الشعوب الإسلامية كلها، ونعتقد أن الأهم في سقوط الطاغية هو حركة الجماهير، عودة الناس إلى ربهم، تضرعهم إلى الله سبحانه وتعالى، وحدتهم، إقامتهم للصلاة، الصلاة في ساحة التحرير في القاهرة وفي الساحات الأخرى في سائر المدن، هذه هي التي استنزلت النصر لكم، فتمسكوا بالصلاة، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحمل المسؤولية.. الكل اليوم ينبغي أن يقوم بإصلاح نفسه وإصلاح الآخرين، والشعوب الأخرى أيضاً يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم، وعلى كل من يحب نفسه ويحب بلده أن يتعاون مع الآخرين في سبيل إصلاحه". وتابع سماحته بالقول :" أيها الإخوة الكرام في كل مكان..الحرية والكرامة لا تمنح لأحد من قِبل هذا وذاك، إنما هي هبة من الله للبشرية، الله بكل جلاله وعظمته هو الذي كرّم بني آدم وأعطاك - أيها الإنسان - هذه المواهب العظمى، العقل، العلم، وسخر لك ما في الأرض جميعاً. فلا تنتظر هذا وذاك يقدمون لك حريتك على طبق من ذهب، خذ حريتك من القرآن على طبق من النور وانطلق، وقد كفل الله للبشر النصر إن وفروا شروط النصر في أنفسهم .. وينبغي على الشعوب، كما على المسؤولين، أن يفهموا هذه المعادلة" ودعا سماحته الحكام والمسؤولين أن " توبوا إلى الله، اتركوا الظلم، اتركوا الفساد، صالحوا شعوبكم، صارحوا الناس بما تريدون أن تفعلوا، تعاونوا فيما بينكم وإبنوا بلادكم وإلاّ كل البلاد سوف تتعرض لهزّات، .. لابد أن نفكّر في كيف أن نستوعب الهزّات الإرتدادية لهذا الزلزال ونوجهها بالإتجاه الصحيح.. أيها المسؤولون في كل مكان، يا من بيده الصولجان، يا من بيده المال والسلطان، يا من يملك ما يملك من نعم الله سبحانه سخّر ذلك اليوم وليس غداً من أجل خدمة الأمة، من أجل خدمة الشعب، ولا تكذب عليهم، لم يعد الناس يغترون بوعاظ السلاطين بهذه الفتاوى الفاسدة المفسدة، التي تُشترى بالدرهم والدينار، هؤلاء المفتين الذين يتم شراءهم بالمال الملطخ بدماء الشعوب، ويبررون لظلم السلطان.. فكفاكم، يا علماء البلاط كفاكم بيعاً لضمائركم.. يا من يجلس على موائد الملوك ويعطوهم فُتاة الموائد، أنتم أكرم من هؤلاء، من هم حتى يستعبدوكم؟ إلى متى تصبحون عبيداً للآخر؟ كونوا أحراراً في دنياكم، كونوا موحدين للرب، ولا تخضعوا للسلاطين الطغاة..". وحيا سماحته " العلماء والطلبة من الازهر الشريف الذين وقفوا أمام الشعب المصري، و نزلوا إلى ساحة التحرير وكانوا مع النا، وهؤلاء الجنود الأحرار الذين نزلوا مع الناس وتعاونوا معهم وحموهم، و كل الموظفين وكل المسؤولين الذين وقفوا مع الشعب المصري ". واوضح : " بالنسبة إلى شعوبنا كلها، هنا وهناك، فمنهم من تحرر ومنهم من سوف يتحرر بإذن الله، أقول إياكم والانتقام، إياكم والفتن، إياكم من الاختلاف، وحّدوا صفوفكم تحت راية لا إله إلاّ الله، تحت راية التوحيد الخالص، تحت راية الإنسان الذي لا يعرف غير الله سبحانه وتعالى حاكماً".
|
|