3شهداء وعشرات الجرحى بالرصاص الانشطاري والمطاطي
البحرين: تظاهرات في مختلـف المناطق تواجهها السلطة بفتح النيران
|
الهدى/ حسن البحراني:
عمت مسيرات واعتصامات سلمية حاشدة عدة مناطق في البحرين منذ ليل الاحد، لغاية ليل الاثنين/ الثلاثاء، مطالبة بالاصلاح السياسي والحقوقي في البلاد، والإفراج عن المعتقلين السياسيين. الامر الذي جابهته قوات الأمن والشغب الحكومية بقمع قاس ٍ مستخدمة الرصاص الحي بما فيه الانشطاري(الشوزن) المحرم دوليا، والمطاطي، والغازات المسيلة للدموع، ما ادى الى وقوع ثلاثة شهداء على الاقل، وجرح اكثر من 40 برصاص اجهزة الامن في نحو 25 من منطقة، الاثنين، ابرزها مناطق كرزكان و سنابس والدراز ونيودرات وسترة والدية، والمنامة، والبلاد القديم، والساحة المقابلة لسوق جدحفص، والمعامير، والنبيه صالح، ومدينة حمد (الدوار الرابع)، وبوري، وعالي، وسار، والمقشع، وباربار، ودمستان، وكرانة، وبني جمرة، وأبوصيبع، والنعيم، والسهلة والدير وسماهيج. ورفع المحتجون أعلام البحرين، ولافتات، مرددين شعارات تطالب بإصلاحات سياسية والإفراج عن السجناء، وكتابة دستور عادل للبلاد، بالإضافة إلى مطالب اصلاحية ومعيشية أخرى. وخلت الاحتجاجات السلمية من اي مظاهر استفزازية وعنفية من قبل المشاركين فيها، ومن بينهم حشود من النساء والاطفال وكبار في السن. وفي عدد من المناطق ادى جموع المحتجين صلاة الظهر والمغرب والعشاء، الاثنين، في الشوارع والميادين
وقامت القوات الامنية بفتح النيران الحية على متظاهرين في منطقة الدية الاثنين، ما ادى الى استشهاد الشاب علي عبدالهادي مشيمع (21 عاماً)، وذلك بعد إصابة ظهره برصاص انشطاري (الشوزن) المحرم دوليا، أدى إلى خروقات في قلبه ورئته. وتجمع حشد كبير من المواطنين في مجمع السلمانية الطبي، وبدأوا التحرك في مسيرة احتجاجية في وقت متأخر من ليل الاثنين / الثلاثاء، وتوجّهت قوات الأمن لصدهم من التحرك، ونتج عن ذلك سقوط عدد من المواطنين جرحى. وفي وقت لاحق قامت قوات الأمن بمهاجمة حشود كبيرة يحملون أعلام البحرين و أعلاماً سوداء، قامت بتشييع الشهيد المشيمع من أمام مشرحة السلمانية الطبي نحو منطقة الديّه، حيث سقط شهيد من المشيعين وجًرح عدد آخر منهم. كما تعرض أكثر من 30 شخصاً لإصابات متفرقة كان معظمها إصابات بالشوزن بينها حالة خطرة.
وانتشرت قوات الأمن البحرانية منذ الاحد الماضي في مختلف المناطق وعلى مداخل القرى والمدن، فيما شوهدت طائرات هليكوبتر تحلق في سماء العاصمة المنامة، وغيرها من المناطق على علو منخفض، يوم الاثنين 14 فبراير الذي دعا نشطاء معارضين ومجموعات شبابية و عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنها "فيسبوك"، الى التظاهر خلاله، تحت عنوان "يوم الغضب" و"ثورة 14 فبراير في البحرين"، احتجاجا على سياسيات السلطة والاسرة الحاكمة ووالمطالبة بإصلاحات. ونقل شهود عيان بأن قوات الأمن فرضت طوقاً أمنياً على مبنى رئاسة الوزراء وعلى منطقة دوار اللؤلؤة الذي تم الإعلان عن التظاهر والتجمع فيه عصر الإثنين. وقال محتجون في سترة ونيودرات أن السلطات استعانت أيضا في قمعها لهم بفرق امنية وصفوها بـ(المرتزقة) تم جلبهم من بلدان اخرى و تجنيسهم وتجنيدهم خلال الفترات الماضية. ويعد 14 فبراير ذكرى التصويت على ميثاق العمل الوطني في البحرين بالعام 2001، وهو ذات اليوم الذي صدر فيه الدستور الحالي للبحرين في عام 2002 والذي ترفضه المعارضة، وتعتبره تقويضاً لأسس ومبادئ الميثاق الذي أخرج البلاد من أزمة عصفت بها طوال العقد التسعيني. ويقول المحتجون أن التظاهرات لا تطالب بإسقاط النظام بل بإجراء إصلاحات سياسية منها حل مجلس النواب والشورى وصياغة دستور جديدوعادل للبلاد وضرورة تداول السلطة التنفيذية بواسطة الانتخابات الحرة، وبرلمان حر و كامل الصلاحيات التشريعية والرقابية. واطلاق سراح سجناء الرأي والسياسيين، ووقف التجنيس السياسي الطائفي، وحرية تشكيل الأحزاب وإطلاق حرية الرأي والتعبير، إلى جانب مطالب اقتصادية ومعيشية اخرى. وهي المطالب التي تؤكد عليها الجمعيات السياسية المعارضة ومؤسسات حقوق الإنسان. وفيما توقع مراقبون ومنظمو الاحتجاجات ان تستمر الاحتجاجات لايام اخرى، اشاروا الى ذلك يأتي ليؤكد أن قرار ملك البحرين قبل ايام بتوزيع الف دينار لكل اسرة بحرانية (وبعد تنامي حركات الشعوب العربية وسقوط انظمة حاكمة كمافي تونس ومصر) كان بمثابة (رشوة) مَلـَكية، للناس في محاولة لتهدئة الشارع البحراني وتحاشي الغضب المتصاعد في اوساطهم، واقناعهم بعدم الخروج في تظاهرات احتجاجية.
|
|