قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

الإمام الحسين (ع) .. ضمير الأمة
رضي العسيف / القطيف
في كل عصر من العصور، وفي كل مجتمع من المجتمعات نجد أن هناك إنساناً يتمتع بمواصفات ومؤهلات مميزة، تسهم في إنهاض المجتمع وانتشاله من الهوة إلى القمة. ولو تتبعنا رسالات الأنبياء بدءاً من النبي آدم إلى خاتم الأنبياء النبي محمد (ص) لوجدناهم ممن يتميزون بهذه الميزة، وكم جاهدوا وضحوا ولاقوا المصاعب والمتاعب من قبل مجتمعاتهم، ولكنهم كانوا مصرين على هدفهم وهو تحقيق قيم التوحيد في ذلك المجتمع.
من هنا يمكن القول أن هناك (إنساناً) استثنائياً في كل مجتمع، (إنسان) مميز، (إنسان) يسعى جاهداً ومجاهداً للتغيير نحو الأفضل، ولأخذ المجتمع إلى قمة الرقي. وبعبارة أخرى إن في كل مجتمع ضميراً حياً، وقلباً نابضاً يدفع بالمجتمع إلى الأمام دائماً. وهذا ما نجده جلياً في الإمام الحسين(ع)، فلقد كان ولا يزال الضمير الحي في هذه الأمة، وذلك من خلال ما قام به من تضحيات تقف الأفواه والأقلام عاجزة عن وصفها، وكما يقول آية الله السيدهادي المدرسي : " كل الذين يكتبون عن الحسين تواجههم مشكلة واحدة: كيف يمكن أن يحمل أحدنا المحيط في كفه، أو يضع الشمس في حضنه، أو يلخص التاريخ في كلمته". ولأن الإمام الحسين ضمير الأمة فإنه يبعث الهمة والتمرد والانتفاضة الذاتية في كل فرد يقرأ الإمام الحسين مشروعاً، ومنهجاً، وراية، وخرج من نطاق القراءة إلى نطاق العمل والالتزام بكل قيمة من قيم الحسين. ولأن الإمام الحسين ضمير الأمة فإنه يُعلم الناس كيف يرفضون المساومات، وكيف يتمسكون بالحق ويرفضون الباطل رفضاً قطعياً .. إن الحسين هو مشروع النهضة للأمة، فما من أمة تقتدي بالحسين إلا وتنتصر به على أعدائها. وذلك بعض ما عوّض الله به الحسين جزاء ما قدمه في سبيل ربه. فعندما تجد الأمة نفسها في مواجهة من يريدون إخضاعها وإرغامها على البقاء في صفوف التخلف، فما عليها إلا أن تلجأ إلى هذا النهج المتقد، فهو السبيل للتحرر من التبعية والتخلف. وهذا النهج ما تمسكت به أمة من الأمم إلا ونجحت في نهضتها.
وهذا ما يفعله الحسين بمن يقتدي به و بمن يرفع شعاراته وكلماته ..وما كلمة: " هيهات منا الذلة..." إلاّ تحد في وجه كل من يكره الرقي للمجتمعات المؤمنة، وهي شعار يرفعه أهل العزة والكرامة، وهي شعار يرفعه أهل الضمائر اليقظة. إذاً الحسين ضميرٌ حيٌ .. وما خاب من تمسك به .. ولهذا لابد من التمسك بنهجه ودعوته الى الحق والحرية والعدل ورفض الظلم، إلى قيام يوم الدين.