عشية حلول محرم الحرام:
المرجع المُدرّسي"دام ظله" : ليكن القرآن والتفقه وخدمة المجتمع عنوان ولائنا و بكائنا على الحسين (ع)
|
الحاقدون على أهل البيت لا يريدون للشعب العراقي أن يعيش بسلام *الخلاف أمر طبيعي شرط عدم تحوله الى صراعات
الهدى كربلاء المقدسة:
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" الخطباء والعلماء وجميع المؤمنين في الهيئات الحسينية والمواكب الى أن يجعلوا اقامتهم للشعائر الحسينية منطلقا ومركزا للعطاء و للاحسان ولخدمة الناس ولبناء المشاريع الخيرية، ولنشر التفقه في الدين من خلال الاهتمام الجدي بالقرآن الكريم وكلمات وسيرة أهل البيت (ع) وزياراتهم، وعلى رأسهم الامام الحسين عليه السلام. و أكد سماحته في محاضرته الاسبوعية التي القاها، الخميس الماضي، بحضور حشد كبير من المؤمنين بينهم الخطباء وطلبة العلوم الدينية، أكد على ضرورة التنبيه والتثقيف على كيفية وحسن التعامل والتفهم والادارة للاختلافات في الحياة، معتبرا أن "الاختلاف أمرٌ طبيعي في البشر، ولكن يجب ان لايتحول و لا ينتهي الى الصراعات و الاتهامات المتبادلة و إيجاد الشقاق والنفاق" بين الناس في المجتمعات. واشار سماحته كذلك الى أن "المصائب والتفجيرات الدموية الآثمة" التي يتعرض لها ابناء الشعب من قبل الاعداء توضح "بإن هناك حاقدين في الارض، لا يريدون للعراق وللشعب العراقي ولا الموالين لأهل البيت بان يعيشوا بسلام"، وأنها في اسبابها الخلفية والعميقة ـ وبعيدا عن الحديث السياسي والاسباب الظاهرية لها ـ تعبير عن الحقد الدفين على اتباع اهل البيت (ع) وحبهم و وولائهم لهم، والمتوارث عند الاعداء عبر التأريخ والذي تجلى بابشع صورة في يوم عاشوراء..
وقال سماحته بأن علينا جميعا " ونحن نستقبل عاشوراء، وفي هذا العام بالذات، أن نهتم إهتماما بالغا بعدة نقاط وقضايا محورية، اولها "إن الحسين سلام الله عليه كان القرآن الناطق.. وكان القرآن أخلاقه وسلوكه ومنهجه، اذن لو اردنا الامام الحسين يجب أن نقرأ القرآن الكريم ..و حينما نستقبل عاشوراء الحسين (ع)، علينا أن نستقبل معه القرآن الكريم، ليكون عنوان ولائنا ونضالنا وعنوان بكائنا على الحسين (ع)، فنحن نبكي الحسين(ع) ونبكي أيضاً على القرآن الكريم، كيف هجره الناس وهجرته الامة؟ فلو كانت الامة قد عملت بالقرآن فهل كانوا يقتلون الامام الحسين (ع) بتلك الصورة؟! أنهم، هجروا القرآن، حتى وصلوا الى هذه الوهدة السحيقة والعميقة". وأكد في هذا السياق إن " الذين ينطقون بإسم الامام الحسين (ع) وعاشوراء وكربلاء، من علماء وفقهاء وخطباء، والذين يقيمون الشعائر الحسينية ويعظمونها، ويبثون الثقافة الحسينية، الى جانب الحزن والعاطفة النبيلة عبر الوسائل المختلفة، في مختلف المناطق والبلاد، عليهم جميعا ان يهتموا بالقرآن الكريم، وأن لا يشذوا عن اوامره وان لا يشذوا عن تعاليمه، وأن يبينوا احكامه، ويبينوا ويعرفوا الناس، والزائرين، محتوى الزيارات المأثورة، كزيارة عاشوراء .. فهذه الزيارات هي من اعمدة الثقافة الاسلامية ومن كنوز اهل البيت، وتُعد دروساً وعبراً، كما تُعد جامعة لنا ومدرسة للحكمة، وعندما نقرأها نجد فيها روح القرآن الكريم..وعليه ينبغي أن تكون في الهيئات الحسينية دروس مستمرة في التفقه في الدين". ونوه سماحته أن كل هيئة حسينية، يجب ان تحمل" راية الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" كما كان الإمام الحسين(ع) يريد ذلك بنهضته، وقال انه خرج لطلب الاصلاح وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. واوضح سماحته بهذا الخصوص مخاطبا اصحاب الهيئات الحسينية : " لا اقول بحمل السلاح او استخدم يدك بالعنف، كلا، إنما بالكلمة الطيبة وتأثيرها العظيم.. ". كما اكد على أن هذه الهيئات الحسينية "يجب ان تكون خادمة للناس..، أي أن تقوم بخدمة المحتاجين والارامل والايتام والفقراء وعموم المجتمع .. يجب أن تكون الهيئة الحسينية مركزاً للعطاء و للاحسان ولخدمة الناس ولبناء المشاريع الخيرية و المساجد والحسينيات .. وهكذا نحن نسجل اسماءنا مع انصار الامام الحسين (ع)، ولو تصورنا وتصورتم ان هذه الهيئات بما فيها من حيوية وعنفوان وبما فيها من ايمان واخلاص وحب لإهل البيت، تحولت الى هيئات عطاء للناس وللامر بالمعروف والتفقه في الدين، لكنّا نتوقع و نعيش بإذن الله حياة طيبة باسم وتحت راية الحسين عليه السلام ".
(تفاصيل أكثر ص6).
|
|