السياحة والاوقاف و.. في اجازة. . !!
مقام الامام علي عليه السلام في قطارة الصخرة
|
*حسن الحسني
في سفرة استهلال لاستقبال عيد الفطر المبارك شاركت في اداء هذه السنة الطيبة، فتوجهنا الى منطقة صحراوية مفتوحة مطلة على بحيرة الرزازة يحسن فيها الرؤية، فاستقررنا عند الأثر التاريخي الخالد والذي يبعد اكثر من 5 كم عن مدينة كربلاء المقدسة، الا وهو مقام (قطارة علي).. فنقلت لزملائي وقائع هذه الزيارة.
ـ فقال زميلي : هذا المكان معروف و (الكل) يتحدث ـ عنه..
ـ قلت (مقاطعاً) : معروف عند (من)؟ و (من) يتحدث عنه؟!
ـ قال: الناس قبل سقوط الطاغية صدام والى يومنا وحتى سياحة كربلاء في إحد كتيباتها ذكرت ذلك..
ـ قلت: فلماذا لم تسجل وزارة السياحة والآثار هذا الموقع عندها رسميا وتحافظ عليه وتبادر الى تفويج الزوار والسياح اليه، ثم اين ديوان الوقف الشيعي المحترم من ذلك ومتى يهمهم ذلك..؟!
ـ قال (مقاطعاً): الوقف الشيعي يهمه ذلك اذا شعر ولاحظ عشرات الحافلات للزوار تحط عنده حينها تتذكر ان هذا الموقع (مؤشر) عنده و (معترف به) منذ (زمن بعيد)!؟
ـ قلت : احسنت، لاسيما اذا شيد عليه قبة ومسقفات وساحات استراحة و (اموال) تدخل في واردات الموقع!!
ـ قال: يبدو انك مستاء جدا مما رأيت، حبذا لو ذكرت بعض التفاصيل..
ـ قلت: ان هذا الأثر المعجزة ذكرته امهات مصادرنا وقد تصل الى اكثر من عشرة مصادر، واقدمها (الارشاد) للشيخ المفيد، فيقول (عليه الرحمة)
وهو في صدد ذكر معجزات وخوارق عادات الامام امير المؤمنين عليه السلام مانصه: (ومن ذلك مارواه أهل السير واشهر الخبر به في العامة والخاصة حتى نظمه الشعراء خطب به البلغاء ورواء الفهماء والعلماء من حديث الراهب بارض كربلاء والصخرة وشهرته تغي عن تكلف إيراد الاسناد له وذلك ان الجماعة روت ان امير المؤمنين لما توجه الى صفين لحق أصحابه عطش شديد ونفد ما كان عندهم من الماء فأخذوا يمينا وشمالا يلتمسون الماء فلم يجدوا له أثرا فعدل بهم امير المؤمنين عن الجادة وسار قليلا فلاح لهم دير في وسط البرية فسار بهم نحوه حتى اذا صار في فنائه امر من نادى ساكنه بالاطلاع اليهم فنادوه فاطلع فقال له امير المؤمنين عليه السلام : هل قرب قائمك هذا من ماء يتغوث به هؤلاء القوم، فقال هيهات بيني وبين الماء اكثر من فرسخين وما بالقرب من شيء من الماء. . ولوى عليه السلام عنق بغلته نحو القبلة واشار بهم الى مكان يقرب من الدير فقال له اكشفوا ارض هذا المكان فعدل منهم جماعة الى الموضع فكشفوه بمساحي فظهرت لهم صخرة عظيمة تلمع فقالوا ياامير المؤمنين، ها هنا صخرة لاتعمل فيها المساحي، فقال لهم: ان هذه الصخرة على الماء فان زالت عن موضعها وجدتم الماء فاجتهدوا في قلعها. واستصعبت عليهم فلما رآهم عليه السلام قد اجتمعوا وبذلوا الجهد. . لوى عليه السلام رجله عن سرجه ثم حسر عن ذراعيه ووضع اصابعه تحت جانب الصخرة فحركها ثم قلعها بيده ودحى بها اذرعا ينظر من فوق ديره نادى ايها الناس انزلوني.. قال اخبرك يا امير المؤمنين وبعد ان عرفه واشهر اسلامه بما رأى ان هذا الدير بني على طالب قالع هذه الصخرة ومخرج الماء من تحتها وقد مضى عالم قبلي فلم يدركوا ذلك وقد رزقني الله عزوجل. . فلما سمع ذلك امير المؤمنين عليه السلام بكى : ثم دعا الناس فقال لهم اسمعوا مايقول اخوكم المسلم. . ثم ساروا والراهب بين يديه في جملة اصحابه حتى لقى اهل الشام وكان الراهب في جملة من استشهد معه فتولى عليه السلام الصلاة عليه ودفنه واكثر من الاستغفار له
ـ قال: انها واقعة مذهلة فاين مسؤولونا منها واين دورهم؟
ـ قلت: لقد وفق تعالى احد المحسنين من اهالي الحر بتشييد مقام ومصلى ومسقفات وبمساعدة المؤمنين ودعمهم والآن اصبح ملاذا للزوار والسياح.
ـ قال: طوبى له لقد شاهدنا كيف اصبح مسجد صغير يسمى (جمكران) في قم منارا وهذا الموقع يستحق كثيراكثيرا. أليس كذلك؟
|
|