الميزانيات أكلتها المقرنصات والارصفة
|
عبدالحق اللامي
جولة سريعة في شوارع بغداد والمحافظات تعطيك بما لا يقبل الشك حجم الفساد المالي والاداري الذي يعصف بدوائرنا ومؤسساتنا وينبيك بالدليل العقلي الاستقرائي كمية الثروات المنهوبة والمهدورة. . فأزماتنا تتفاقم واوضاعنا تتدهور وكل مسؤول يذهب محملا بحصته من الغنيمة يأتي خلفه ليتعدى رقم صاحبه القياسي بكمية اللغف والنهب وهدر أموال الوطن وتبذير الميزانية.
ما إن تمر بشارع من شوارع مدننا الحبيبة إلا وتجد أن هناك فريقين يعملون أحدهم برصف (المقرنصات) وصناعة الارصفة مثلا والفريق الاخر يهدم وراءه، وما إن يتم إكساء شارع وإعادة (تبليطه) إلا وتأتي آلات الحفر بعدأيام لتزيل ما بنوه وتحفر من جديد، وما إن ينتهي الاكساء إلا وتبادر وزارة الكهرباء ودوائر الماء والمجاري لتحفر أنفاقها لتمد كيبلاتها وأسلاكها وتهدم ما بناه المقاول ليتسلم مقاول آخر مقاولةإعادة الاكساء والتبليط وشركة أخرى ترصف الارصفة والمقرنصات. شارع النضال ببغداد (وكما في جميع المحافظات) تم رصفه بالمقرنصات والارصفةأ كثر من ثلاث مرات في سنة واحدة والان تزاول شركات المقاولات مهماتها بإعادة رصفه بعد أن (شلعت) ما بنته الشركات الاخرى.إن كمية المقرنصات التي تم تبديلها لو جمعت فأظنها سترصف مدناً بكاملها لا بل دولاً بكل شوارعها وساحاتها.
نتحدى أي مسؤول أن يجد لنا شارعاً واحداً في بغداد وباقي المحافظات لم يعاد اكساؤه وتبليطه وقرنصته منذ سنة واحدة، ونتحداه أن يعلم أين ذهبت هذه الكمية الهائلة من المقرنصات والارصفة التي رفعت بعد مرور أشهر قليلة وأي جهة هي المسؤولة عن هذا الهدر والنهب العلني؟. ونتحدى كل المسؤولين أن يقولوا السبب الذي من ورائه تهدم الارصفة والشوارع بعد مدة قليلة من إعمارها ولماذا ومن هو الذي يعطي المقاولات التهديمية فإن كانت غير صحيحة وموادها رديئة وغير صالحة فمن استلمها وهل حوسبت الشركة أو الجهة التي نفذتها؟ ومن هو المسؤول عن صرف هذه الاموال لهذه المشاريع وهل سأل سائل لماذا هذا (التفليش) المبرمج ولمصلحة من؟.
وزعوا هذه المقرنصات والارصفة لمن يلتحفون السماء ليبنوا لهم بها أقناناً يستظلون بها أو وزعوها بدل الحصة، فإنها أكلت ميزانيات العراق
|
|