من المعاجز القرآنية
عَشْر حقائق كونية مذهلة كشفها القرآن الكريم
|
*إعداد / زكي الناصر
ما يزال علماء الفلك والمتابعون أمر الفضاء في حيرة أمام الكثير من الزوايا المظلمة التي لم تنكشف عن حقائق يبحثون عنها تتعلق بالكون اللامتناهي، منها البحث عن حياة على سطح الكواكب الأخرى، أو كيفية حياة الكواكب ومساراتها وغير ذلك، وتواصل وكالة (ناسا) الامريكية لأبحاث الفضاء بحوثها ودراساتها العلمية والعملية لكسب المزيد من المعارف والحقائق المتعلقة بالفضاء، لكن ما يثيرنا حقاً إن كل ما توصلوا اليه حتى الان يُعد تأكيد وإقرار لما جاء به القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرناً من الزمن، لكن المصيبة أننا لا نستفيد ولا نستثمر هذه العلوم القرآنية التي بين أيدينا، فيما ينكب الغربيون في دراساتهم دون أن يكون لهم مصدر إلهام قوي ورصين مثل القرآن الكريم.
ويمكن الاشارة الى بعض الحقائق التي أودعها الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم، لتكون لنا فضلاً عن الدلالة على عظمة الاسلام وقوة هذا الكتاب الكريم، يكون فرصة لخوض البحث والدراسة في عالم الفلك والفضاء وأن لا نبقى متخلفين في هذا الجانب عن الآخرين.
1- اكتشاف بداية الكون
من أهم اكتشافات القرن العشرين أن العلماء دحضوا فكرة الكون الأزلي الخالد وأثبتوا بالبرهان القاطع أن للكون بداية على شكل انفجار هائل سُمي بالانفجار العظيم، وقد بدأ العلماء يكتشفون تفاصيل هذا الانفجار وقالوا بأن الكون كله كان كتلة واحدة فانفجرت وتشكلت المادة وخلال بلايين السنين تطور الكون إلى شكله الحالي.
ونرى بعض العلماء يفضلون استخدام مصطلحات أكثر دقة من انفجار مثل (تباعد) أو (كثافة) المهم أنهم يريدون أن يصلوا إلى نتيجة تقول إن الكون بدأ من كتلة واحدة (رتقاً) ثم تباعدت أجزاؤها و(انفتقت) وشكلت النجوم والمجرات والأرض.
لنرَ كيف أن القرآن الكريم سبق علماء الغرب في الحديث عن نشوء الكون بأسلوب علمي دقيق؟ يقول تعالى: "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا" (الأنبياء: 30).
2- اكتشاف نهاية الكون.
نظريات كثيرة وُضعت لتصور نهاية الكون، تختلف فيما بينها ولكن العلماء يتفقون على أن للكون نهاية، ولا يمكن أن يستمر التوسع لما لانهاية بسبب قانون انحفاض الطاقة الذي يقرر أن كمية المادة والطاقة في الكون ثابت، ومن ثم سوف يتوقف الكون عن التوسع ويبدأ بالانكماش على نفسه والعودة من حيث بدأ
وكان العلماء يتصورون أن الكون عبارة عن ورقة مسطحة ومنحنية قليلاً، وسوف تنكمش وتُطوى على نفسها في نهاية حياة الكون، والعجيب أن القرآن أشار إلى هذه النهاية للكون بل وحدد شكل الكون وهو مثل الورقة المنحنية، وهذا الشكل هو الذي يقرره معظم العلماء اليوم. يقول تعالى: "يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ" (الأنبياء: 104).
3- اكتشاف الثقوب السوداء.
إنها ظاهرة عظيمة بحثها العلماء لأكثر من نصف قرن وتأكدوا أخيراً من وجودها وهي ما سمّي: (الثقوب السوداء). حيث يؤكد العلماء أن النجوم تكبر حتى تنفجر وتنهار وتتحول إلى ثقب سوداء بجاذبية فائقة تجذب إليها كل شيء حتى الضوء فلا تسمح له بالمغادرة فلا نراها أبداً.
ويصف العلماء هذه المخلوقات بثلاث صفات: فهي لا تُرى، وهي تجري وهي تكنُس وتجذب أي شيء يقترب منها، والعجيب أن القرآن الكريم كشف لنا هذه النتيجة الدقيقة في قوله تعالى: "فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ" (التكوير: 14-15). والخُنَّس: أي التي تخنُس فلا تُرى، والجوار: أي التي تجري بسرعة، والكنَّس: أي التي تجذب وتكنس صفحة السماء، وهذا ما قرره العلماء.
4- اكتشاف النجوم النابضة.
من الاكتشافات التي أحدثت ضجة في القرن العشرين (النجوم النابضة)، وهي عبارة عن نجوم في السماء تصدر صوتاً يشبه صوت المطرقة، ولذلك سماها العلماء (المطارق العملاقة) ويقول العلماء إنها تصدر موجات ثاقبة تخترق أي جسم في الكون، فهي طارقة وثاقبة وهذه النتيجة وصل إليها العلماء بعد مراقبة ودراسة طويلة.
ولكن القرآن كشف الحقيقة ذاتها بكلمات بليغة ومعبرة حيث أقسم الله بهذه النجوم فقال: "وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ" (الطارق: 1-3). إنها آيات تشهد على صدق منزلها سبحانه وتعالى.
5- اكتشاف النسيج الكوني.
وفي القرن الحادي والعشرين قام العلماء بأضخم عملية حاسوبية على الإطلاق كان هدفها اكتشاف شكل الكون، واستخدموا الحاسوب العملاق بمشاركة ثلاث دول هي الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وبريطانيا. وبعد جهود عظيمة قام (السوبر كمبيوتر) برسم صورة مصغرة للكون. وكانت المفاجأة أن الكون ظهر على شكل نسيج!! واستنتج العلماء أن المجرات تتوضع على خيوط نسيج محكم وقوي وتمتد خيوطه لملايين السنوات الضوئية، ويقولون إن الكون قد حُبك بالمجرات.
والمفاجأة أن القرآن الكريم كشف لنا سر هذا النسيج بدقة مذهلة يؤكد فيها أن السماء هي عبارة عن نسيج محبوك، وذلك في قوله تعالى: "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ" (الذاريات: 7).
6- اكتشاف الحياة في الفضاء.
بعد اكتشاف آثار لحياة بدائية على سطح أحد النيازك القادمة من الفضاء الخارجي، بدأ العلماء بالسفر عبر الفضاء لاكتشاف المخلوقات الكونية، وبعدما تأكدوا من وجود الماء على سطح المريخ وكواكب أخرى، أصبح لديهم حقيقة كونية تقول: إن الحياة منتشرة في كل مكان.
هذه الحقيقة التي لم يتأكد منها العلماء إلا في القرن الحادي والعشرين، طرحها القرآن في القرن السابع الميلادي في قوله تعالى: "وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ" (الشورى: 29). وبالفعل يقول العلماء إن هناك إمكانية كبيرة لاجتماع سكان الأرض بمخلوقات من الفضاء!
7- اكتشاف البناء الكوني.
طالما نظر العلماء إلى الكون على أنه فضاء واسع وفراغ مستمر، ولكن الاكتشافات الجديدة بيَّنت أن الكون عبارة عن بناء محكم أطلقوا عليه (البناء الكوني)، ولم يعد لكلمة (فضاء) أي معنى في ظل الاكتشافات الجديدة. فالمجرات تشكل كتل بناء، وتربط بينها المادة المظلمة والطاقة المظلمة التي لا نعرف عنها شيئاً حتى الآن!
والعجيب أن القرآن لم يستخدم أبداً كلمة (فضاء) بل وصف السماء بأنها (بناء) وذلك في قوله تعالى: "الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً" (البقرة: 22). وفي آية ثانية نجد الحقيقة ذاتها في قوله عز وجل: "وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا" (الشمس: 5). وهذه الكلمات تؤكد أن القرآن دقيق جداً من الناحية العلمية بما يشهد على صدق هذا الكتاب العظيم.
8- اكتشاف المادة المظلمة.
يوجد سباق اليوم بين علماء الفلك على اكتشاف المادة المظلمة، وهي مادة تملأ الكون وتشكل نسبة كبيرة منه. وقد وجد العلماء أن النجوم والمجرات تتوضع عبر هذه المادة المظلمة، والمادة المظلمة شديدة وتسيطر على توزع المادة المرئية في الكون.
في كتاب الله تعالى وصف دقيق لهذه المادة المظلمة والتي سماها القرآن: (السماء) يقول تعالى: "وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" (فصلت: 12)، فالنجوم تزين السماء طبعاً نحن لا نرى السماء مباشرة بل نرى النجوم وهي تزين السماء. وهذه السماء شديدة جداً، يقول تعالى: "وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا" (النبأ: 12) وهي السموات السبع.
هذه الحقائق وغيرها كثير، تعد بمنزلة الهبة الإلهية التي اختص بها الله تعالى إيانا دون الآخرين، وهو ما يمكننا أن نقف بقوة أمام كل المستهينين بالاسلام وبقدراته العلمية الفائقة وأسبقيته في المجالات كافة، في وقت نجد أن الامريكان ينفقون مليارات الدولارات للتوصل الى حقائق هي بين أيدينا منذ اربعة عشر قرناً، يقول القرآن الكريم: "سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" (فصلت: 53).
|
|