بتوصيات متواضعة.. قمم العرب 3 انواع: عادية و تشاورية و" نوعية" !؟
اعتراض 7 دول على البيان الختامي: الخلافات "سَـرَت" في قمة "سرت" الليبية
|
الهدى/ احمد حسين:
كما كان متوقعا، أنهت القمة العربية الاستثنائية المنعقدة في "سرت" بليبيا أعمالها بخلافات في التوجهات والآراء بين الزعماء العرب، وبإصدار قرارات إصلاحية متواضعة شابها الكثير من عدم الاتفاق المجمع عليه. هذا وقررت القمة التي اختتمت الأحد، تشكيل لجنة لدراسة اقتراح بمشروع "منتدى الجوار العربي" فيما قدمت سبع دول قدمت مذكرة الى الامانة العامة للاعتراض على احد بنود مشروع القرار، وتتضمن المذكرة وجهة نظر هذه الدول حيال مشروع القرار بعنوان "تطوير منظومة العمل العربي المشترك"، الذي تم تمريره في الجلسة الختامية للقمة.وتضمنت مذكرات هذه الدول عددا من الاعتراضات والملاحظات التي وصفت بالجوهرية التي لم يتم مراعاتها واخذها في الحسبان عند اعداد صيغة القرار المشار اليه اعلاه.وكان الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد تلا البيان الختامي الذي أقر التوصيات الخاصة بتفعيل منظومة العمل العربي المشترك، التي كانت أصدرتها اللجنة العربية الخماسية في يونيو الماضي. وتتضمن هذه التوصيات التي تمت الموافقة عليها بأن تعقد القمة مرتين في العام (قمة عادية وقمة تشاورية تعقد في دولة المقر) اي في مصر، وعقد ماوصف بـ" قمم عربية نوعية" لبحث امور اقتصادية واجتماعية وتنموية وثقافية، وقيام الدول العربية بتأهيل مفرزة في قواتها المسلحة للإسهام في عمليات حفظ السلام.
ولم يكن الامر سهلا بالنسبة الى اقرار البروتوكول الخاص بمنظومة العمل العربي المشترك، والمفروض ان يحل مكان ميثاق الجامعة العربية. حيث قال مسؤولون أن مشروع البروتوكول الذي عرض على النقاش يتضمن نقاطا خلافية عدة. مادعا القمة الى "تكليف الامانة العامة ودولة الرئاسة ولجنة ادارية مصغرة إعادة صياغة مشروع البروتوكول، لعرضه على القمة المقبلة في مارس 2011. وبشأن الوضع السوداني، ومع أن عمرو موسى كان أعلن أن هناك نقطتين من خارج جدول الاعمال الرسمي هما فلسطين والسودان، عبرت القمة عن "التأكيد على التضامن مع السودان واحترام سيادته ووحدة أراضيه واستقلاله، ودعم المساعي الرامية لتحقيق السلام في ربوعه، والرفض التام لأي محاولات تستهدف الانتقاص من سيادته ووحدته وأمنه واستقراره".
قمّة نسفت الحد الأدنى من التوافق العربي
ونقلت وكالات الانباء العربية عن مصادر رفيعة المستوى تلخيصها لنتائج القمة العربية بالقول"كنا نسعى إلى المحافظة على الحد الأدنى من التوافق، لكن الممارسات التي ظهرت نسفت الحد الأدنى للأسف الشديد، وقذفت بالعمل العربي إلى أدنى مستوياته". كاشفة عما وصفته بحالة "الهرج والمرج" التي سادت أجواء الاجتماعات في الليلة قبل الختامية للقمة، وقالت "إن الأمور وصلت في فلتانها حد منع رئيس القمة معمر القذافي الوفود حتى التعليق على القضايا الخلافية.وأضافت المصادر أن ذلك دفع وزراء خارجية خليجيون وعرب إلى رفض ذلك، لكن الرئيس الليبي قرر إحالة القرارات بتطوير منظومة العربي المشترك وإنشاء رابطة الجوار العربي إلى لجنة الصياغة. وفي موازاة ذلك عقدت اجتماعات تنسيقية استمرت حتى الساعات الأولى من فجر يوم الأحد، وتم الاتفاق على توزيع مذكرة تؤكد اعتراض 7 دول، من بينها الكويت والسعودية، على القرارات، واعتبارها كأنها لم تكن ولا تلزم الدول السبع بأي شيء.
القذافي يقدم "إعتذارا" للافارقة عن متاجرة"اغنياء العرب" بالرقيق
وبعد انتهاء القمة العربية، عقدت في "سرت" أيضا اعمال القمة العربية الافريقية الثانية بعد مرور 33 سنة على عقد القمة العربية الافريقية الاولى عام 1977. وافتتحت بكلمة للرئيس المصري حسني مبارك عصر الأحد. وفي الوقت الذي لم يتم في "قمة العرب" بحث القضية الفلسطينية ولم يصدر عنها أي اشارة او قرار بهذا الخصوص، وجه مبارك "تحية الى المواقف الافريقية من القضية الفلسطينية" ووقوف الدول الافريقية الى "جانب المواقف العربية دعما للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقوقه المشروعة واقامة دولته المستقلة عاصمتها القدس الشرقية". من جانبه قدم الزعيم الليبي معمر القذافي اعتذارا للقادة الافارقة على ممارسة بعض العرب الاغنياء في الماضي تجارة الرقيق التي كان الافارقة ضحاياها.وقال " اقدم باسم العرب وخاصة الاغنياء منهم اعتذارا شديدا على تصرفاتهم المخجلة تجاه الافارقة حيث اشتروا الاطفال واستعبدوهم وتاجروا بالرق بشكل مشين ونحن نخجل من هذه الممارسات". وخلص الى القول "لا بد ان نعترف بحصول هذه الاعمال ونندد بها"، داعيا "الافارقة الى المغفرة كما فعل العرب مع الغربيين" حسب تعبيره.
|
|