المقال الافتتاحي
القبر الحي
|
محمد طاهر محمد
هي مشيئة الله تبارك وتعالى أن يكتب الخلود لقبر الحسين (ع)، ويظل يروي للأجيال عظمة الثائر وعظمة الثورة ومعطياتها وتبقى رايته الحمراء رسالة دامية تهدد عروش الظالمين وتزعزع كيانهم.
هي مشيئة الله تبارك وتعالى أن يصبح هذا القبر الحي رمزاً أبدياً وصرحاً سرمدياً ومصدراً غنياً للإصلاح والثورة في كل بلاد استبد بها الظالمون وفي كل زمان عتى به المتجبرون.
هي مشيئة الله تبارك وتعالى أن يبقى هذا القبر ممثلاً للشريعة الحقة التي جاء بها نبي الانسانية محمد (ص) ليكشف اضاليل (المرجئة) وأباطيل الأمويين ومن تابعهم على نهجهم الضال. فمثّل هذا القبر بقاء اهداف كل الرسالات السماوية في الدعوة الى الاصلاح ومحاربة الكفر والانحراف.
هي مشيئة الله تبارك و تعالى أن يبقى هذا القبر سفراً أزلياً يحكي أروع ملحمة في تاريخ الوجود تمتد من ا لأزل الى الأزل وأن يغمر آفاق البشرية بالنور والعدل والنبل.
هي مشيئة الله أن يكون هذا القبر سفينة النجاة التي تسير بركابها الى شاطئ الأمان فمن (ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق) وأن يكون ضمير الاسلام وهمسة الوحي ونفحة النبوة فهو شموخ ورسوخ وهو إباء و عطاء وهو نجد ومجد وهو طور ونور وهو عَبرة وعِبرة.
هي مشيئة الله تبارك وتعالى أن يكون هذا القبر دفق الزلازل وأفق الجلال وبرق الجمال يلهم الكون دروس الإباء بمداد الدماء وأن يكون ملاذ القلوب الحارة التي (لا تبرد أبداً) طالما هي مؤمنة بالله ورسوله.
هي مشيئة الله تبارك وتعالى أن يصبح هذا القبر قبلة للحق وروحاً للنبوة ومعدناً للرسالة ومناراً للأجيال مهما تعاقبت الدهور والأيام ومهما تفاقم مدها واستفحلت أمواجها وعربدت ريحها وعتت زعازعها ومهما تطاولت معاول الحاقدين ومدافع الظالمين وقذائف الكافرين.
هي مشيئة الله أن يزداد هذا القبر علواً ورفعةً وسمواً ونوراً ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.
|
|