ثلاثية أردنية عراقية كويتية
لهم "نفطنا البلاش" ولنا "إساءاتهم"
|
إبن كربلاء
لم أكن اتصور، او أعرف على وجه الحقيقة ، هل أن الحكومة الاردنية تحب فعلا المقبور صدام ، وتهيم به افتخارا .. لدرجة أن تسمي (قبل أسبوعين) أحد شوارعها باسمه في محافظة الكرك ؟. ولنفترض قبول الجواب ، و هو النفي ، ولكن كيف يمكن ابتلاع وهضم التبرير العجيب كما ساقه مسؤول اردني، هو ان حكومته ليست مسؤولة عن ذلك ، بل هو "المجلس البلدي في محافظة الكرك"، فهل هذا المجلس جاء من المريخ ولايرتبط رسميا بالحكومة !؟. أم أنه جاء إنصياعا لرغبة سلفيي الاردن والقومجيين الفارغين من جوقة البعث ، ام مجاملة للصداميين الهاربين الذين شملتهم العناية الملكية بالحماية هناك؟ أم انها النكاية بمشاعر ضحايا الطاغية من ابناء الشعب العراقي ، وتطلعه لمستقبل حرّ وكريم وشريف بلا طغاة ولا حتى شوارع باسم مُذل العرب ومدمّر وحدتها ، ومهين كرامتها ومهيئ ارضها للاحتلال .. !. أم انها نظرية جديدة للوحدة تقوم على استعداء، ليكره العراقي الاردني ويكره الاردني العراقي والكويتي والسوري و ...!؟. أم انه حكمة الاردن في بناء علاقات جيدة مع جاره الشعب العراقي، و رد جميل للحكومة العراقية على تدفق النفط العراقي وبيعه لعمّان بسعر تفضيلي يقل بـ"22" دولار عن سعر السوق !؟.
ولكن.. الحكومة الاردنية تحركت أخيرا و"الغت" ،مطلع الاسبوع الجاري ، إطلاق اسم صدام على ذلك الشارع في محافظة الكرك ، ولكن أيضاً، على اي أساس ولماذا؟، قد يتصور القارىء أن ذلك جاء بسبب صحوة ضمير مثلا ، أو اعتراض شديد من قبل البرلمان او الحكومة العراقية ، ولم لا ؟!، ولكن "للمرة الثالثة" هذا غير صحيح !، لإننا اصلا لم نسمع عن احتجاج عراقي رسمي او طلب بإلغاء تلك الخطوة !. أذن لماذا الغت الحكومة الاردنية تسمية الشارع بإسم الطاغية صدام؟. هل شعرت بالخوف مثلا؟ او الخطأ والندم ؟. كلا، أنما فعلت ذلك نتيجة ضغط وطلب كويتي وليس "عراقي" !. فقد أعلن السفير الكويتي لدى الأردن فيصل الحمود، قبل يومين، ان رئيس الوزراء الاردني ابلغه بإلغاء تسمية شارع في محافظة الكرك باسم صدام . ونقل عن رئيس الوزراء الاردني قوله ان "الاردن كله الى جانب الكويت، وان المجلس البلدي الذي سبق أن اطلق اسم صدام حسين على الشارع عاد وتراجع عن قراره". في حين أعلن السفير الاردني في الكويت جمعة العبادي أن لا علاقة للحكومة الاردنية بتسمية الشارع، وان القرار صدر عن المجلس البلدي . وأشاد العبادي بـ" العلاقات المتميزة جدا بين البلدين(الاردن والكويت) على مختلف الصعد". بحسب صحيفة القبس الكويتية.
لماذا تتم هذه الخطوة بناءً على طلب كويتي وليس عراقي؟، وهل يمكن لرئيس الوزراء الاردني أن يقول إن "الاردن كله الى جانب العراق" كما قال للسفير الكويتي؟، ولو كان فعلا هذا ماتراه وتريده الحكومة الاردنية، ترى لماذا تمت اصلا تسمية الشارع بإسم هدّام العراق والأمة ؟ أم انه من "قلة الاسماء"، ووفق المثل الشعبي العراقي المعروف"من قلة الخيل ...." وللقارىء أن يكمل...
|
|
