المرجع المُدرّسي"دام ظله": لابد من "حركات إصلاحية" والنصيحة والنقد بحكمة وتعقل لا بعناد وتجريح
|
الهدى/ كربلاء المقدسة:
أكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" على أنه لابد من وجود "المصلحين" في المجتمع، وحركات إصلاحية واناس يعارضون الفساد ويأخذون على يد من يظلم حق الناس، ويتكلمون بالحق، وهم الذين يراقبون عمل السياسيين والاقتصاديين والعلماء والمدراء، وأمثالهم، لاصلاح وتشخيص الخلل والهفوات، وأنه لابد من الانتقاد والنصيحة، وتقبلها ايضا من الطرف الاخر، ولكن على يكون ذلك بالحكمة والعقل و بالتي هي احسن لا بالتجريح والصياح والتسقيط. موضحا، أن المصلح يحتاج الى أمرين هامين الاول أن تكون علاقته وصلته بالله سبحانه وتعالى أقوى وأكبر من أي علاقة باي انسان او شىء، والثاني هو الصبر والاستقامة على طريق الاصلاح .
واوضح سماحته في كلمة خلال استقباله جمعا من الخطباء والطلبة ووفود عشائرية، بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة مساء الخميس الماضي، أن ضرورة الاصلاح والحركات الاصلاحية يأتي حتى لايتعرض المجتمع الى الانهيار او يتعرض للمهالك بسبب المفاسد والمظالم فيه، حيث يقول تعالى "وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ"، فمتى ماكان هنالك جماعة مصلحة في الأمة ويحملون راية الاصلاح وينهون عن المنكر ويأمرون بالمعروف ويدعون الى الله ويقومون بدور الإصلاح فإن العذاب والهلاك يُبعد بإذن الله عن ذلك المجتمع. مؤكدا أن الله تعالى لا يقبل هذا الظلم، أن يظلم الرجل زوجته والزوجة تظلم أولادها والأولاد يظلم بعضهم بعضا و والناس .. المجتمع.. يظلم بعضه بعضا، ويصارع ويقتل بعضه بعضا .. واضاف، لماذا الاستهانة بحقوق ودماء الناس.. هذا الظلم المتكرر المضاعف الشامل يحول المجتمع الى غابة اذا لم يكن فيه اصلاح ليكون مجتمع النهي عن المنكر، مجتمع الفضيلة والتعايش بحب وتفاهم ..وقال سماحته أن الله تعالى بكل وضوح وبكل شفافية يقول{وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }. ولكن لايجب على المصلح اوالمعارض كما يسمى عند البعض، ان لا يتجاوز حده فينقلب دوره وهدفه الى ضده، أنما يجب أن يتم ممارسة عملية الاصلاح والنقد، بالتي هي احسن، بحكمة وعقل، ووزن الامور ووضعها في نصابها الصحيح من دون حديات وعناد، واضاف أن المجتمع يجب ان يكون مجتع حيوي مجتمع يقاوم الظلم و الفساد و الانحراف والاخطاء، لكن في نفس الوقت يجب ان يعرف الاصول والاسلوب السليم لذلك، وبالمقابل فأن الذين يظلمون ويفسدون، او الذين يخطأون ويكابرون لسبب وآخر كأن يكون الاغترار بالمنصب والقدرة، يجب أن يعتبروا من أن الكرسي ما دام ولايدوم لاحد، أنتم عندما تجلسون على الكرسي لا تنسوا إنسانيتكم، وإنكم أبناء آدم، وأبناء آدم خطائون، فإذا قال لك شخص أنت على خطأ، فتقبل منه وأنظر لعله يكون على صواب، فتبادر الى اصلاح نفسك والخطأ، ولا تتوغل في الفساد والعناد.. وتابع بالقول "من ثم أقولها والعاقل تكفيه الإشارة، يا اخوان، ليس كل قضية صغيرة وكبيرة يجب عليكم جلبها وطرحها في الاعلام، فهناك أمور يجب أن تراعى ويتم الجلوس والتفاهم لحلها ومناقشتها، لماذا كل قضية ننشرها على حائط النهار ليشمت بنا البعيد والقريب؟ لماذا نوصلها الى هذا الحد؟ لا الذي جلس على الكرسي يجب عليه أن يختال ويغتر ويكابر، ولا الذي ينصحه اوينقده يجب ان يتجاوز حده، فيجب أن تكون هناك حكمة وعقل، أليس من الواجب علينا أن نتبع القرآن الكريم؟ وهو يقول: "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ" فهل تدعو بالصياح؟ أم " بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" .واشار سماحته الى أن الصراعات بل و المعارك والمشاكل الكبرى غالبا ما تبدأ من كلمة وخطأ، وأضاف، من أين نأتي بهذا العقل وكيف نتكلم وبأي لغة، أذا كنا لانفهم هذا الكلام، ألا نفهم القرآن؟.. يا أخواني.. يا أبناء علي والحسين.. لنتأدب جميعا بآداب الله وآداب الأنبياء وأخلاق محمد (ص) وأئمتنا و الإمام الحسين (ع) الذي جاء الى كربلاء وهو يعلم أنه سيستشهد ويقتله عدوه، لكنه جلس حتى مع هذا العدو، ونصح إبن سعد، لايجب أن يتحول امرنا الى هرج وفوضى، والى متى؟ تعالوا تكلموا بمنطق حسن، ونية صافية، ولنفهم ونتفهم بعضنا ونتعاون ونتشاور ولتكن هناك رغبة في العمل والتعاون على المعروف، الى متى هذه الحديات؟ وهذا العناد والحزبيات والأنانيات؟ ،وختم حديثه بالقول "نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا، ويجعلنا إن شاء الله أخوة متآلفين ومتحابين ولا نسكت عن ظلم او فساد او خطأ، وأن نتكلم ونكون مصلحين ولكن بالتي هي أحسن ..".
|
|