رغم مرور سنوات على انتهاء الحرب
تشوهات وأمراض سرطان ما تزال تلاحق العراقيين
|
الهدى / متابعات
ذكرت مصادر متطابقة في مناطق مختلفة من البلاد إن العراقيين ما يزالون يعانون من افرازات الحروب الماضية التي خاضها نظام صدام مع القوات الاجنبية منذ حرب عام 1991 والحرب الاخيرة عام 2003، حيث ظهرت حالات تشوه على المواليد وأعراض لمرض السرطان، والسبب في ذلك حسب الخبراء هو استخدام الأسلحة المحرمة دولياً في سوح المعارك القريبة من المناطق السكنية الامر الذي جعل الأهالي عرضة للاشعاعات والمواد الكيمياوية والسامة.
وحسب مصادر صحفية فان وزارة الدفاع البريطانية تتابع الإجراءات القضائية التي بدأتها عائلات عراقية ضد الوزارة بشأن دور الجيش البريطاني في الهجوم على الفلوجة عام 2004 واستخدام أسلحة كيماوية تسببت في تشوهات المواليد.
وأشارت صحيفة (الإندبندنت) البريطانية إلى ما أسمته قلق بريطانيا إزاء تقارير من العراق تحدثت عن تزايد أعداد المواليد بتشوهات على مدار سبع سنوات منذ غزو العراق إثر استخدام القوات البريطانية والأميركية أسلحة ممنوعة. كما أشارت إلى رسالة كتبها وزير التنمية الدولية البريطاني غاريث توماس تبين أن الحكومة البريطانية اتصلت بالهيئة الدولية للصليب الأحمر قبل ايلول العام الماضي لتقصي الحقائق.
وقالت (الإندبندنت) إن هناك أدلة على تزايد الولادات المشوهة، حيث يتهم أهالي الأطفال الحكومة البريطانية بخرق القانون الدولي وارتكاب جرائم حرب وعدم التدخل لمنعها.
وبعث المحامون الذين يتابعون قضايا العائلات العراقية، برسائل إلى وزارة الدفاع البريطانية يطالبون فيها بالكشف عن دور الجيش البريطاني في الهجوم، والكشف عن وجود أسلحة ممنوعة، وعن النصيحة القانونية التي قدمت إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير بشأن عملية الهجوم على الفلوجة.
وفي محافظة ذي قار جنوب العراق دعا مجلس المحافظة المجتمع الدولي التدخل والحد من انتشار مرض السرطان الفتّاك في مناطق الأهوار بسبب وجود القذائف الحربية المتناثرة منذ سنوات الحرب.
وقال المعاون الفني لرئيس مجلس محافظة ذي قار عبد الحسين هادي إن هناك ارتفاعاً واضحاً في نسبة إنتشار مرض السرطان في المناطق التي تقع ضمن الأهوار. وأضاف في حديث نشرته صحيفة (الحياة): أن الحالات تعد بالعشرات في بعض المناطق، كما هي الحال في منطقة (الفهود) التي وصل فيها عدد الحالات إلى 52 حالة قبل أن ننتهي من كشف كامل المنطقة والمناطق الأخرى التي لم يصلها الكشف. و أوضح أن مرض السرطان لا يتضح في الكشف الطبي لدى كوادرنا إلا بعد سبع سنوات على الأقل، ما يعني أن هناك حالات كثيرة لم تكتشف إلى الآن ويجب تدارك المشكلة.
وعزا المسؤول في محافظة ذي قار نسبة إزدياد هذا المرض الفتّاك في الأهوار إلى القذائف الحربية التي استخدمت في الحروب السابقة، وقد قُصفت بعض المناطق بمواد مشعة.
من جهته قال سليم محمد الباحث في منظمة إنقاذ الأهوار في جنوب العراق إن التلوث الذي أصاب المنطقة جاء كونها منطقة مائية ومن السهل إنتشار السموم والإشعاعات فيها. وفي الوقت ذاته تصعب معالجتها أكثر من الأماكن الترابية. وأضاف أن ما أسهم في تفاقم المشكلة هو إنحسار المياه في هذه المناطق، فضلاً عن تجفيفها نهاية القرن الماضي، ما يعني أن أحد الحلول هو ضخ كميات أكبر من المياه من الأنهار المغذية لهذه الأهوار. وأشار الباحث حديث لصحيفة (الحياة) إلى أن الصواريخ والألغام والقذائف غير المنفلقة كانت المصدر الرئيس لتلوث التربة بإشعاعات مميتة وغازات سامة أسهمت بزيادة الإصابة بسرطان الدم والكبد.
وقال مدير ناحية الفهود التابعة لذي قار زكي حسين: إن المنطقة تعرضت إلى قصف جوي بالقنابل العنقودية من طائرات أميركية عام 1991 ، وأن بعضها لم ينفجر. وأضاف أن «مناطق الأهوار تعاني من نقص في الكوادر الطبية، ما أدى إلى التأخر في اكتشاف إزدياد حالات السرطان.
|
|