قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
اكد أن منطق "التهديد" والاستقواء بالخارج "مرفوض" و أن العراق "لن يعود للمربع الأول"
المرجع المُدرّسي"دام ظله" يدعو الى الاسراع في تشكيل حكومة شراكة وطنية دون تهميش أحد
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة الهدى/ كربلاء المقدسة:
دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي "دام ظله" الاطراف والكتل والساسة في البلاد، الى وقفة تأمل جدية ومراجعة النفس وعدم الوقوع في الاخطاء والمطبات التي وقعت سابقا، والاسراع في تشكيل الحكومة وفق شراكة وطنية، وأن يأخذ كل ذي حق حقه دون تهميش لأحد، او مطالبة البعض بزيادة او التهديد بالاستواء بالخارج لفرض واقع غير مقبول، او العودة بالعراق الى المربع الاول، مؤكداً أن عقارب الساعة لن تعود بالبلاد الى الوراء. وفي جانب من كلمته الاسبوعية التي القاها سماحته بحضور جموع من الوفود والشخصيات والزائرين، بمكتبه في مدينة كربلاء المقدسة، اشار الى خطوة تخالف الائتلافين الوطني والقانون، وقال "نحن نبارك هذه الخطوة ونأمل أن تكون هناك بشائر خير ووحدة وعمل مشترك ". واضاف "ولكن اقول بصراحة أن العراق لا يمكن ان يعيش ويسير بجناح واحد او برجل واحدة ، العراق بلد الجميع، ويجب ان يشارك الجميع في ادارة البلد..". وأنه لايمكن يتم بناءه او إختصاره بطائفة او قومية ، لاعربية ولاكردية ولاسنية ولاشيعية ، بل مجتمعين. واشار سماحته في هذا السياق محذرا ومطالبا بالاتعاظ من التجربة الطائفية لنظام الحكم المقبور وماجره من نتائج وخيمة بسياساته ، وما اثاره من ردود فعل تجاهها عند ابناء الشعب العراقي. وتابع سماحته بالقول انه ونتيجة هكذا اجواء و " كما تعرفون خلال سبع سنوات الماضية، سنوات عجاف اكلت الزرع والضرع ، حدثت مشاكل وخلافات .. والكل في البلاد تأثروا بها ، غربا وشرقا وجنوبا وشمالا ، اذا اليوم لايجوز و لانريد نحن ان نستثني احدا او نهمشه .. و اقول لاولئك الذين يريدون ان يرجعوا بالعراق الى المربع الاول : هيهات، لاتهددوا ، فمنطق التهديد مرفوض، فالعراق لن يعود الى الوراء وعقارب الساعة لن ترجع كما تريدون ، ولا تفكرون بإن تعتمدوا على هذه الدولة الجارة اوتلك او على الامم المتحدة ، وغيرها ، هذا أمر غير مقبول وغير مسؤول، فقط نحن نريد العدل، لا تظلمون ولا تُظلمون، مجتمعنا لابد ان يعيش حالة العدالة، لا احد يسلب حقه منه اليك، فكل له حقه واستحقاقه وحسب قدرته فيعطى له، دون زيادة على حساب الاخرين ".
واضاف " ادعو الاخوان السياسيين في العراق وكل المهتمين، ان اقروا واتفقوا على اطروحتكم وبرنامجكم دون تميش لهذه الفئة او تلك ، وفي نفس الوقت يجب أن لا تكون اطروحتكم ضعيفة، نحن يجب ان نقود ونقول بالحق ونؤمن به، ولا نخشى التهديدات، نحن بحاجة الى عمل مشترك، وحكومة مشاركة وطنية فاعلة ومنتجة، و اقول ورغم أن الاخوة مختلفين في هذا القضية، انه من دون الشراكة الوطنية فإمور العراق في هذه المرحلة بالذات لن تستقيم" موضحا بهذاالخصوص " صحيح في بريطانيا مثلا هناك الأن ثلاثة احزاب او حزبين فقط يتباحثان في هذه الساعات حول تشكيل الحكومة ، هذا شيء ممكن عندهم ان يحكم حزب واحد، لان بلادهم لها وضعها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي المستقر ومؤسساتها الراسخة ، اما نحن في العراق فبحاجة الى شراكة لإننا لازلنا لم نبني كل المؤسسات بالطريقة الصحيحة". وقال أيضا " بالتأكيد نرجوا ونعمل ليأتي يوم تلغي الطائفية و التحصيص والتخصيص، بأقصى درجة ممكنة، لكننا الان نحن نعمل وفق الدستور، الذي وإن كان لدينا عليه مؤاخذات و ملاحظات على كثير من بنوده ، لكننا في هذه المرحلة يجب ان نطبقه كواقع حال ونتمحور حوله ومن خلاله يكون هناك تحول ان شاء الله". وختم سماحته بالقول " ادعوا الله تعالى ان يوفق اخواني في كل القوائم ان يتنازل كل منهم عن طلب المزيد وليرضى بالواقع الذي هو يستحقه ولا يطلب اكثر من استحقاقه، ومن ثم تأتلف القلوب والنفوس لإن العراق لا يتحمل المزيد من التأخير والتعقيد، الان اكثر من شهرين مر على الانتخابات والى متى نحن ننتظر والحكومة غير واضحة المعالم والمستقبل مجهول امام الكثير من ابناء العراق، يجب ان تكون لنا وقفات تأمل، و كفى هذه الصراعات، فالعراق يسع الجميع والعدل يسع الجميع وامكانات العراق كثيرة وكافية، أما الصراع على من يكون رئيسا او زيرا فهذه تغدوا ليست ذات أهمية بالغة فيما كان الاصل متينا وهو برنامج موحد قائم على اسس سليمة وهذا البرنامج يجب ان ينتهي الى ما فيه الخير للجميع في بلدنا ..".