تلاوة زيارة عاشوراء .. الكرامة طيلة أيام السنة
|
*إعداد / حيدر كاظم
معروف بين الغالبية من المؤمنين إن زيارة عاشوراء إنما تكون في أيام محرم الحرام وصفر لإحياء ذكرى استشهاد الامام الحسين عليه السلام، فنقرأها كل يوم عقب الصلاة او غيره، لكن السنة الحسنة التي دأب عليها الآباء والاجداد في سالف الزمان تؤكد غير ذلك، لما رأوا من هذه الزيارة الاثر الكبير والعظيم على حياتهم، فمنهم من كان يواظب على تلاوة هذه الزيارة في الصباح الباكر يومياً امام باب محله قبل ان يفتحه للزبائن، ومنهم من التزم زيارة عاشوراء طوال عشر سنوات يومياً ومنهم من يتلوها طيلة حياته. هذا الدعاء الشريف وذو الشأن العظيم خلفه لنا الامام الصادق عليه السلام ليكون ذخراً الى يوم الدين. يقول عليه السلام لصفوان – احد اصحابه- يوصيه بهذه الزيارة وايضاً قراءة دعاء (علقمة): اقرا هذه الزيارة والدعاء و واظب عليها فاني اضمن لقارئها عدة اشياء منها :
1- زيارته مقبولة .
2- سلامه واصل غير محجوب .
3- سعيه مشكور .
4 يقضي الله حاجته ولم يرجع ميؤوسا من رحمة الله.
وقال الامام الصادق عليه السلام ايضاً: يا صفوان كلما كانت لك حاجة عند الله توجه اليه تبارك وتعالى بقراءة هذه الزيارة والدعاء بعدها في اي مكان كنت واطلب حاجتك فان الله لا يخلف وعده.
وليس منّا من لم يتوقف عند حاجة ملحّة او أمر مستعصٍ من قبيل المرض الوبيل او الدين الثقيل او الخوف من عدو وغير ذلك من الشدائد، وهناك القصص الكثيرة التي لاتعد لمن التجأ الى سيد الشهداء عليه السلام من خلال هذه الزيارة المكرمة، سواء في البعد او القرب، ثم قضيت حاجته وحلّت ازمته حتى إن كانت المستحيلات. واليك بعض القصص المذكورة في كتاب (زيارة عاشوراء وآثارها العجيبة) لمؤلفه السيد علي الموحد الابطحي الاصفهاني.
القصة الاولى : زيارة عاشوراء و زوال مرض الطاعون
قال المرحوم آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي اعلى الله مقامه: عندما كنت مشغولا بدراسة العلوم الدينية في سامراء اصيب اهل تلك المدينة بمرض الطاعون الذي كان يسمى (الوباء) وكان في كل يوم يموت عدد كثير منهم وذات يوم عندما كنت في بيت استاذي المرحوم السيد محمد الفشاركي (رحمه الله) وكان هناك عدد من اهل العلم جاء فجأة المرحوم آغا محمد تقي الشيرازي وكان من حيث المقام العلمي بدرجة المرحوم اية الله الفشاركي وبدأ الكلام عن الوباء والطاعون وان كل الناس معرضون لخطر الموت .
فقال آية الله المرحوم الفشاركي اذا اصدرت حكما هل ينفذ؟ ثم قال: هل تعتقدون بأني مجتهد جامع للشرائط؟ فقال الجالسون: نعم، فقال: اني آمر شيعة سامراء بأن يلتزموا بقراءة زيارة عاشوراء لمدة عشرة ايام ويهدون ثوابها الى روح نرجس خاتون الطاهرة والدة الامام الحجة بن الامام الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه الشريف ويجعلونها شافعة لنا لدى ولدها لان يشفع لامته عند ربه واني اضمن لكل من يلتزم بقراءة هذه الزيارة ان لا يصاب بهذا الوباء.
قال: ما ان اصدر هذا الحكم ولان الظرف مخيف وخطر اجمع الشيعة المقيمون في سامراء على اطاعة الحكم وقراءة الزيارة وبعد قراءة الزيارة فعلا توقفت الاصابة بينما كان كل يوم يموت عدد كثير من ابناء العامة (السنة) ومن شدة خجلهم يدفنون موتاهم في الليل. وقد سأل بعض العامة الشيعة عن سبب توقف الوفيات فيهم، فقالوا: قرأنا زيارة عاشوراء فاشتغلوا بقراءة هذه الزيارة المباركة و رفع الله البلاء عنهم ايضا.
وجاء بعض من العامة الى مرقد الامام الهادي عليه السلام والامام العسكري عليه السلام وقالوا : (انا نسلم عليكما مثل ما يسلم الشيعة)! وبهذه الطريقة رفع البلاء والمرض عن كل اهل سامراء.
القصة الثانية: الحسرة على عدم قراءة زيارة عاشوراء في كل يوم.
نقل العالم الجليل الشيخ عبدالهادي الحائري المازندراني عن ابيه المرحوم الملا ابو الحسن قال: رايت الحاج ميرزا علي النقي الطباطبائي بعد وفاته في عالم الرؤيا وقلت له: هل لك حاجة؟ قال: واحدة.... وهي حسرتي على عدم قراءة زيارة عاشوراء كل ايام حياتي ؟ وكانت من آداب و رسوم السيد قراءته الزيارة في العشرة الاولى من شهر محرم الحرام فقط ، ولم يقراها في باقي ايام السنة ولهذا كان متأسفا لتركه بقية ايام السنة، لما وجد من الفضل الكبير والاجر العظيم لهذه القراءة عند الله تعالى.
القصة الثالثة: الشيخ مشكور و ميرزا ابراهيم المحلاتي !
الفقيه الزاهد العادل المرحوم الشيخ محمد جواد ابن الشيخ مشكور عرب كان من العلماء والفقهاء المعروفين في النجف وكان مرجع تقليد جمع من شيعة العراق واحد ائمة الجماعة في الصحن العلوي المطهر توفي عام 1337 هجرية. رأى الشيخ المرحوم في عالم الرؤيا ملك الموت في ليلة 26 من شهر صفر عام 1336 هجرية في النجف الاشرف فسأله بعد السلام من اين تاتي فقال من شيراز بعد ان قبضت روح الميرزا ابراهيم المحلاتي فسأله ؛ كيف حاله في عالم البرزخ ؟ فقال: في احسن حال وفي افضل حدائق البرزخ وقد وكّل الله تعالى الف ملك لخدمته فقال الشيخ : كيف وصل الى هذا المقام ؟ هل لمقامه العلمي وتدريسه وتربيته للطلاب؟ فقال: لقراءته زيارة عاشوراء.
والمرحوم ميرزا المحلاتي لم يترك زيارة عاشوراء في الثلاثين عاما الاخيرة من عمره، وكان رحمه الله في اليوم الذي لم يقدر فيه على قراءة زيارة عاشوراء بسبب المرض او اي امر اخر يوكل احد لقراءتها نيابة عنه.
وعندما استيقظ الشيخ مشكور من منامه ذهب الى بيت آية الله الميرزا محمد تقي الشيرازي ونقل له الرؤيا فبكى المرحوم الميرزا الشيرازي وعندما سألوه عن سبب البكاء قال لان الميرزا ابراهيم غادر الحياة وهو في قمة الفقه، فقالوا له ان الشيخ رأى رؤيا، وليس من المعلوم ان تكون صادقه ؟ فقال الشيخ: صحيح انها رؤيا ولكن رؤيا الشيخ مشكور ليست كرؤيا الاشخاص العاديين.
وفي اليوم التالي وصل خبر وفاة الميرزا المحلاتي من شيراز الى النجف الاشرف وثبت صدق رؤيا الشيخ مشكور.
القصة الرابعة: وصية صاحب الزمان بقراءة زيارة عاشوراء
كتب شيخ المحدثين المرحوم الحاج ميرزا حسين النوري (رحمه الله ) قائلا: قدم النجف الاشرف منذ سبع عشرة سنة تقريبا التقي الصالح السيد احمد بن السيد هاشم ابن السيد حسن الموسوي الرشتي ايده الله وهو من تجار مدينة رشت فزارني في بيتي بصحبة العالم الرباني الشيخ علي الرشتي طاب ثراه فلما نهضا للخروج نبهني الشيخ الى ان السيد احمد من الصلحاء المسددين ولمح لي ان له قصة غريبة والمجال حينذاك لم يسمح بأن يفصلها لي. وصادفت الشيخ بعد بضعة ايام فاخبرني بارتحال السيد من النجف وحدثني عن سيرته واوقفني على قصته الغريبة فاسفت اسفاً بالغا على ما فاتني من سماع القصة منه شخصياً، ثم صادفت السيد مرة اخرى في مدينة الكاظمية وذلك في شهر جمادى الثانية حينما عدت من النجف الاشرف وكان السيد راجعا من سامراء، فطلبت اليه ان يحدثني عن نفسه وعما كنت قد وقفت عليه مما عرض له في حياته. فاجابني الى ذلك وكان مما حكاه قضيتنا المعهودة حكاها برمتها طبقا لما كنت قد سمعته من قبل قال: غادرت سنة 1820 دار الميرزا من مدينة رشت الى تبريز متوخيا حج بيت الله الحرام فحللت دار الحاج صفر علي التبريزي التاجر المعروف وظللت هناك حائرا لم اجد قافلة ارتحل معها حتى جهز الحاج جبار الرائد جلودار السدهي الاصفهاني قافلة الى طرابوزن فاكتريت منه مركبا وصرت مع القافلة مفردا من دون صديق.
وفي اول منزل من منازل السفر التحق بي رجال ثلاثة كان قد رغبهم في ذلك الحاج صفر، فتصاحبنا في الطريق حتى بلغنا ارزنة الروم ثم قصدنا من هناك طربوزن وفي احد المنازل التي بين البلدين اتانا الحاج جبار الرائد جلودار ينبئنا بان أمامنا اليوم طريقا مخيفا ويحذرنا عن التخلف عن الركب فقد كنا نبتعد غالبا عن القافلة ونبتعد .
فامتثلنا وعجلنا الى السيد واستانفنا المسير معا قبل الفجر بساعتين ونصف او بثلاث ساعات فما سرنا نصف فرسخ او ثلاثة ارباعه الا وقد اظلم الجو وتساقط الثلج بحيث كان كل منا غطى راسه بما لديه من الغطاء واسرع في المسير اما انا فلم يسعني اللحوق بهم مهما اجتهدت في ذلك فتخلفت عنهم وانفردت بنفسي في الطريق فنزلت من ظهر فرسي وجلست في ناحية الطريق وانا مضطرب غاية الاضطراب فنفقة السفر كانت كلها معي وهي ستمائة تومانا ففكرت في امري مليا فقررت ان لا ابرح مقامي حتى يطلع الفجر ثم اعود الى المنزل الذي بتنا فيه ليلتنا الماضية ثم ارجع ثانية مع عدة من الحرس فالتحق بالقافلة. فبينا انا كذلك واذا بستان يبدو امامي فيه فلاح بيده مسحاة يضرب بها فروع الاشجار فيتساقط ما تراكم عليها من الثلج، فدنا مني وسالني : من انت؟ فاجبت: اني قد تخلفت عن الركب ولم اهتد للطريق فخاطبني باللغة الفارسية قائلا : عليك بالنافلة كي تهتدي... فاخذت في النافلة وعندما فرغت من التهجد اتاني ثانية قائلا: الم تمضي بعد ؟! فقلت : والله لا اهتدي الى الطريق. قال: عليك بالزيارة الجامعة الكبيرة وماكنت حافظا لها والى الان لا اقدر ان اقراها من ظهر القلب مع تكرار زياراتي الى العتبات المقدسة، فوقفت قائما وقرأت الزيارة كاملة عن ظهر القلب، فبدا لي الرجل لما انتهيت قائلا: الم تبرح مكانك بعد ؟! فعرض لي البكاء واجبته: لم اغادر مكاني بعد فاني لا اعرف الطريق! فقال : عليك بزيارة عاشوراء ولم اكن مستظهرا لها ايضا والى الان لا اقدر ان اقراها عن ظهر قلبي فنهضت واخذت في قرائتها عن ظهر قلب حتى انتهيت من اللعن والسلام ودعاء علقمة فعاد الرجل الي وقال : الم تنطلق ؟ فاجبته : اني ابقى هنا الى الصباح، فقال لي : سالحقك بالقافلة .
فركب ظهر الفرس وحمل المسحاة على عاتقه وقال لي: اردف لي على ظهر الحصان، فردفت له ثم سحبت عنان فرسي فقاومني ولم يجر معي فقال صاحبي: ناولني العنان فناولته اياه فاخذه بيمناه ووضع المسحاة على عاتقه الايسر واخذ في المسير فطاوعه الفرس ايسر مطاوعة ثم وضع يده على ركبتي وقال: لماذا لا تؤدون صلاة النافلة النافلة النافلة (قالها ثلاث مرات) ثم قال ايضا: لماذا تتركون زيارة عاشوراء عاشوراء ؟ و كررها ثلاث مرات ايضاً، ثم قال: لماذا لا تزورون بالزيارة الجامعة الكبيرة الجامعة الجامعة الجامعة...؟! واذا به يلتفت الى الوراء ويقول: اولئك اصحابك قد وردوا النهر يتوضؤون لفريضة الصبح .
فنزلت من ظهر الفرس واردت ان اركب فرسي فلم اتمكن من ذلك فنزل هو واقام المسحاة في الثلج واركبني فحول بالفرس الى جانب الصحب واذا بي يجول في خاطري السؤال عن هذا الرجل ومن يكون وكيف ينطق بالفارسية في منطقة الترك العيسويين وكيف الحقني بالصحب خلال هذه الفترة القصيرة من الزمان ؟ فنظرت الى الوراء فلم اجد احدا ولم اعثر على اثر يدل عليه فالتحقت باصحابي
القصة الخامسة: وصية الشيخ الانصاري بزيارة عاشوراء
عندما توفي الشيخ الانصاري، وهو احد اعمدة الحوزة العلمية رآه بعض اصحابه في المنام، فسألوه عن افضل الاعمال نفعا هناك، وما اذا كانت دراسة العلوم الدينية والتأليف والمرجعية الدينية، فقال في الجواب ثلاث مرات : زيارة عاشوراء.
|
|