قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
سماحة المرجع المُدرّسي في حديثه الاسبوعي:
على الجماهير القيام بمسؤوليتها ودورها الرقابي لمكافحة الفساد وعدم الإتكال في ذلك على السلطة
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة كربلاء المقدسة/ الهدى:
دعا سماحة المرجع المُدرّسي(دام ظله) جماهير الشعب الى القيام بدورها الجدي وتحمل مسؤولياتها في الرقابة وكشف ومناهضة الفساد في البلد و بكل انواعه، وعدم الاتكال في ذلك فقط على السلطة واجهزة الدولة الرسمية المعنية بهذا الدور، والتي قد تعاني هي بحد ذاتها من الفساد في داخلها، او من ضغوطات، او اغراءات، تمنعها من اداء واجبها الحقيقي بالشكل الصحيح، منوها في هذا السياق الى الدور الملقى على عاتق الاعلام والاقلام والصحافة المخلصة، الى جانب العلماء والكتاب. وفي كلمته الاسبوعية التي القاها أمام جمع من الوفود الزائرة ، وعلماء وطلبة الحوزات العلمية، قال سماحته:(اليوم هنالك حديث في العراق عن اختفاء 17 مليار دولار،في عهد بريمر، وغيرها من ملفات الفساد، وهذه الاموال الضخمة تختفي في وقت كان الشعب العراقي يحتاج الى كل دولار واحد ليعيد بناء بلده، والناس الى اليوم يسمعون بهكذا اخبار ويعيشون ازمة خدمات مستديمة ، وغير ذلك... تلك الاموال لم تتبخر إنما ذهبت الى جيوب وحسابات هنا وهناك، و الحديث الأن عن ردود الفعل، فالعالم يشهد التظاهرات والاحتجاجات على الفساد المالي، وفشل الحكومات في تطبيق نظام اقتصادي عادل وناجح... فحتى في الولايات المتحدة هناك تظاهرات ضخمة في 40 مدينة امريكية منها نيويورك عاصمة المال والاعمال، فقد خرج الناس للاحتجاج على غلاء المعيشة والجوع، ونسمع في بلد غني آخر في منطقتنا وهي الكويت تشهد تظاهرات للمطالبة بالنزاهة ومكافحة الفساد المالي ،أما في العراق فالحديث عن النزاهة والفساد المالي والاداري فحدث عنه ولا حرج... كل هذا يدل على وجود خطأ ما في المعادلة. وهذا الخطأ يجب ان يصلح في توزيع الثروة، ولكن يبدو ان بعض الناس عندما تنفتح شهيتهم لأكل اموال الناس ، فانها لا تنقطع !.. وكأن المال الحرام يكون عنده مثل ماء البحر المالح، كلما شرب منه يزداد عطشاً، لذا تجدون ان الذي يمد يديه على حقوق واموال الناس لن يهنأ في حياته ابداً. والمثل المعروف يقول: من عاش بالحيلة مات بالفقر..). ودعا سماحته جماهير الشعب الى القيام بدورها الجدي وتحمل مسؤولياتها في الرقابة وكشف ومناهضة الفساد بكل انواعه، موضحا ( فنحن لا نلتمس من السارق ألا يسرق بعد ان تحولت السرقة الى مهنة واخلاق، فلا تنفع معه النصيحة. لذا نجد العلماء والخطباء والسياسيين المخلصين في هذا البلد ومنذ ثمان سنوات يصرخون محذرين من الفساد .. ولكن ما من مجيب او من يأخذ بهذا التحذير والكلام، وكما يقال لقد اسمعت لو ناديت حياً/ لكن لا حياة لمن تنادي..). وقال أن (الحل في اصلاح نظام الرقابة، لكن رب متسائل بأنه قد يكون (حاميها حراميها...)، ونقول: كلا، ان نظام الرقابة الذي نطمح اليه ليس من داخل السلطة و النظام الحاكم، انما هو بالاساس من خارجه ، والذي يراقب هو الشعب، فالشعب يجب ان يكون منتبها. وحينما يريد ان يكون بلده نظيفا من الفساد يجب ان يقوم بدوره، وكل نظام في كل مكان له أيضا آلية للاصلاح في داخل النظام، لكن يجب تفعيل الآلية..). واضاف: (أدعو مرة اخرى ابناء الشعب العراقي، انكم انتخبتم اعضاء مجالس المحافظات ة المجالس البلدية و مجلس النواب ، هؤلاء الذين انتخبتموهم، لايجب ان تتركوهم وشأنهم، لاحقوهم واتصلوا بهم وتكلموا معهم بالكلمة الطيبة والحكمة ، وإن تعذر ذلك، اكتبوا لهم رسائل واضغطوا عليهم حتى يقوموا بدورهم في اصلاح المجتمع، وإلاّ فأن مجرد التذمر او السب واللعن والكلام البذيء لا يفيد، إنما الكلام الطيب و النابع من الوجدان والحثّ المؤدب، يجعل هذا النائب وذاك العضو في مجلس المحافظة وهذا المسؤول يتوجهون الوجهة الصحيحة". مؤكدا بالقول : " نحن الان بحاجة الى مجتمع حيوي وفاعل يترك أثره على الواقع بالاساليب الصحيحة وبنفس القنوات الموجودة في داخل النظام نفسه، وعندما يجد النظام ورجالاته ان الشعب يخوض العمل معه، والاكثرية في هذا النظام انشاء الله نحسن الظن بهم وبأنهم أناس طيبون ، لكن بحاجة الى من يسندهم، حينئذ سيندفعون للعمل والاستجابة ويقومون بدورهم في الاصلاح.. فعلى الناس ان يكونوا يقظين منتبهين، ولا يكتفوا بسماع الاخبار من الفضائيات، انما يحققوا ويبحثوا، ، حتى لا يكون الكلام والاحتجاج غير موثق وغير مؤثر، ولعلماء الدين والخطباء والحوزات العلمية دورهم الكبير في هذا المجال، فهؤلاء يجب ان يقوموا بدورهم.. وللاعلاميين و الصحفيين الاتقياء والكتاب دورهم في هذا المضمار، لتثقيف المجتمع ونشر الكلمة المسؤولة والفكرة الاصيلة والثقافة البناءة التي تنقل الانسان من ظلام الجهل الى نور العلم والحقيقة، وفي كل الاحوال الجميع مسؤولون عن الحؤول دون تفشي حالة الفساد في المجتمع وقبل ان يصل السيل الزُبى، وان نفكر بشكل تدريجي وجدي لمكافحة هذا المرض).