لكي لا يصبح التملق سياسة
|
حيدر محمد الوائلي
نحن نذكر السلبيات لكثرتها ونركز عليها لأننا في طور البناء ولا نريد أن يكون بناؤنا أعوج وبناء على أساس هش ورديء فلذلك نسلط الضوء على السلبيات كي يتم حلها، وإن كانت هنالك إيجابيات فنذكرها أكيداً وسيكون التشجيع عليها ولكن هذا لا يمنعنا من ذكر السلبيات وسنغضب عليها. .
(إن الله يحب الساترين) لو أن الشخص أو المسؤول أو سم ما شئت قد إرتكب حماقة أو تصرف غير مسؤول أو خطأ، ولكن ليس من أصر على الخطأ أو كرر الخطأ، فعندها يصبح (الله يحب الفاضحين).
أيها الأعزاء نحن نبني وتخيلوا أن لو كان منكم أحد يبني بيتاً ورأى العمال يبنونه بصورة حسنة فسيعطيه أجره ويقول له : (رحم الله والديك)، ولكن لو بنى العاملين سياجاً أو سقفاً أعوج أو غير متكامل فستنهره على الفور وتذكره بذلك وسيعتذر لك أكيداً على خطأه فمن غير الممكن الأنتظار حتى يكمل البناء بنيانه الخاطئ لنقول له بعدها أن السياج أعوج من أساسه !!. فيجب التدخل الفوري.
أيها الأخوة نحن في خطورة بمكان لا يسمح لنا بتقديس الأشخاص وعبادتهم ونخدرهم بزهو المديح والتملق الذي يُضيع على الناس وعيهم وإدراكهم.
الكمال لله وحده وحين نذكر سلبية معينة في موقف معين أو شخص معين فأكيد أن هذا الشخص لديه إيجابيات ولكن الحال هو أن إذا رأينا سلبيات كثيرة فلا يسمح لنا الوقت ولا الضمير أن نتحجج بأن له إيجابيات وسلبياته طافية على السطح !!
كل شيء بميزان ومقدار والله يقول : (كل شيء بمقدار) وعليه يكون القياس.
في حرب الجمل سأل شخصاً الأمام علي (ع) أنه متحير من أمره ؟!
فقال للأمام (ع) : في جانب الجمل عائشة زوجة النبي وطلحة والزبير وهما من أوائل المسلمين والمؤمنين بمحمد (صلى الله عليه واله). .. الخ
وفي جانبك أنت يا علي أخو رسول الله وأبو ذر الغفاري وعمار بن ياسر والحسنان. .. الخ. فمع من أقاتل ؟!
فأجابه علي (ع) بجواب صاعق كعادته فقال : (أعرف الحق تعرف أهله)
نعم هل نعرف ما هو الحق وما هو الإيجابي لكي نعرف معنى الباطل والشيء السلبي !
فالبعض يجابهك بالسوء والوعيد لمجرد ذكرك لعيوبه رغم قول العرب : (رحم الله من أهدى لي عيوبي)، فبدلاً من أن يشكرك يزجرك !
لماذا ننزعج حين نذكر سلبية في شخص أو مؤسسة ولماذا لا يُشكر ذاكر السلبية على إثارتها ويقولون له (رحم الله والديك) و (بارك الله بيك) ألسنا عشنا في زمن المجرم صدام وعصابته وسئمنا من مدح المسؤولين والموظفين الحكوميين، ونصفهم خوفاً وتقية بأنهم ناس جيدين وذوي أخلاق وبالحقيقة أن اكثرهم في قعر الرذيلة والفساد !. أليس يجب علينا اليوم أن نؤسس لمبادئ ومثل أخلاقية هي من صميم الواقع العراقي ومجتمعه ودينه الأسلامي الحنيف وأن نكف عن التملق، ونهتف بالحقيقة لكي لا يصير التملق سياسة !
|
|