إنه حذاء
|
جعفر رجب (*)
الطغاة يتشابهون، وجوه وقلوب واحدة، بأقنعة مختلفة !.
يتشابهون بمنطقهم مثل التوائم الصينية، كلهم يدعي بأنه رمز للبلاد، وكلهم يدعي بأن المعارضين خونة، وكلهم يدعون بأن من يخالفهم عميل اجنبي، وكلهم يدعون بأن هناك فئة مندسة على الشعب الذي يمتلك مطالب مشروعة !
لا تتعبوا انفسكم في البحث عن الاسماء، واكمال الفراغات، أي اسم تضعه، فهو في المكان المناسب له، وكل الاجابات صحيحة، لا فرق بين من يلبس بدلة عسكرية، أو رداء فاخر، او يتدثر بالبشت(العباءة) المذهب !
يملكون جيشا من العساكر يقتلون، يتبعهم كلاب سلطة تنبح، وخلفهم أبواق نظام، وفي آخر جيش العسكر صحافيون واعلاميون يقبضون ويلمعون الاحذية !.
قد يخرج معارض تحول من ثائر الى راعي بقالة يبيع ضميره للسلطة ويبدأ بالتنظير، وتوزيع صكوك الوطنية والولاء، وتأليف القصص البطولية عن نفسه، وكان الناس لا تعرف كم باع، وماذا اشترى! تذاكيه لايخدع حتى البسطاء، ولا تخدعهم اللحية البيضاء، لانهم يعرفون ان خلفها قلبا أسود كالنفط !
وقد يخرج بزي عسكري، ويزبد ويرغي ويعربد، وما شاهدت مسؤولا عربيا يلبس الخاكي، ويتزين بالنياشين من رأسه حتى (....) متصورا نفسه ثعلب الصحراء، ويصدق ظني، ولا تكذبني فراستي! فيجلس بغبائه، ويوزع صكوك الخيانة، يخرجها من جيب ابيه، ويطالب من يعارض بالرحيل، وكان البلد بلد ابيه وجده ومن خلفوه!
وقد يخرج على شكل مذيع مكتحل، يسرق الكحل من عقول الناس، ويشتم ويلعن ويختمها بعبارة «مع احترامي للجميع»! وجوه حفظ الناس ملامحها المتجمدة، ويعرفون ان خلف مكياج المذيع،تختبئ الحقارة!
الا يستوعب هؤلاء، انه مهما تحدث اصحاب "المعالي" ومن تبعهم من اصحاب تلميع "النعال"، بأن هذه المسرحيات، والافلام، لن تحرك شعرة واحدة من الناس، ولن تغير من قناعات الناس، ولن تخيف الناس! الا يفهمون بأن الايدي الملطخة بالدماء لا يمكن ان تصافح، وان من يبيع جسده وضميره لا يمكن ان يتحدث بالشرف، وان السارق لا يمكن ان يكون امينا على الوطن!
الا يعلمون بأن تهم الخيانة وسام على صدور الاحرار في بلاد الرمال، وان الرجل ليفتخر بين قومه ان قالت عنه السلطة خائن !
أيها الملمعون للانظمة الا تعرفون.. ان الحذاء مهما لمع، يظل في النهاية حذاء!
(*) كاتب كويتي
|
|