قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
المرجع المُدرّسي يؤكد أن استقرار ووحدة البلاد بتطبيق (اللامركزية) وليس الاقاليم
انقاذ سفينة العراق من الغرق مسؤولية الجميع و الحلول الفردية محكومٌ عليها بالفشل
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة مكة المكرمة/ الهدى:
قال سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي أن الشعب العراقي وعلى الرغم مما يعانيه ، ومع كل الازمات والمشاكل التي تواجهه على مستوى الخدمات والأمن ، وغيرها من الملفات ، الا انه لايزال يطالب ويأمل من كل المسؤولين في البلاد، انتهاج طريق الحكمة والرشاد في معالجة القضايا والتحديات التي تواجه البلاد على اكثر من صعيد، ومراعاة واقع وظروف هذا الشعب الصابر والابتعاد عن الارتجالية او الكيدية والاصفافات الضيقة واثارة النعرات والازمات بين اونة واخرى، الامر الذي لايصب الا في مصلحة اعداء العراق والمتربصين سوءا بهذا الشعب ومستقبله. جاء ذلك في حديت له خلال استقباله بمقر بعثة الحج الدينية لسماحته بمكة المكرمة ، وفدا من الحجيج العراقيين كان بينهم بعض المسؤولين والنواب. وحول ما يثار في البلاد هذه الايام من مشاكل وازمات، ومن بينها دعوة بعض المحافظات لتشكيل اقليم خاص بها، ومارافق ذلك من سجالات وخلافات، اوضح سماحته بالقول إننا دعونا في اكثر من مناسبة سابقا، وفي ظل الظروف والتحديات السياسية والامنية التي لاتزال تعيشها البلاد للاسف الشديد، الى تطبيق جدي وواقعي لنظام اللامركزية في العراق، لتقويم فكرة الفيدرالية والاقاليم لأن تطبيقها قد يؤدي الى نتائج سلبية لاتحمد عقابها، الامر الذي يجعل العمل بنظام اللامركزية ،الحل الافضل لضمان وحدة واستقرار العراق.. كما اشار سماحته الى ضرورة تجديد النظرة الكلية بالدستور العراقي، والشروع في عملية تحديث شاملة للقوانين بما يتناسب والاعتبارات العليا للحفاظ على وحدة واستقرار العراق وتطوره وازدهاره ، لافتا الى أن الكثير من القوانين والأنظمة التي تعود إلى زمن النظام المقبور لا زالت على حالها، وهو ما يحد من انطلاقة البلد نحو الإمام في كل المجالات. واوضح سماحته في جانب آخر من حديثه ان كل من يدّعي حل الازمات او يَعِد بانهاء المشاكل في العراق لوحده، وسواء أكان جماعة وفئة او فردا، مهما كان منصبه، فان محاولته " محكوم عليها بالفشل". مؤكدا أن "المهمة والمسؤولية ليست منحصرة في شخص رئيس الوزراء او رئيس الجمهورية أو هذا الوزير او ذاك المسؤول وهذا المحكوم وذاك"، وحذر سماحته من مغبة استنساخ نماذج الحلول من الخارج ودعا الى التفكير الموضوعي والواقعي للوضع العراقي الراهن الذي وصفه بالحرج والاستثنائي، وأن يفكر الجميع؛ من مسؤولين وشخصيات حكومية ونواب وكتل ، ومؤسسات دينية ، وكافة شرائح ومكونات المجتمع ، بانهم جميعاً في سفينة واحدة وسط أمواج متلاطمة، و ان " من حق كل انسان البحث عن الحل... وهو يكمن في أن نفكر بشكل جماعي، ونتصور انفسنا وكأننا في سفينة واحدة وسط الامواج العاتية التي تهدد السفينة ومن عليها بالغرق ، فهل يلجأ كل واحد منّا والحال هكذا الى طريقة التفكير الخاص والضيق بعيداً عن مشاركة الاخرين مصيرهم؟ وهل اذا تحطمت هذه السفينة فان احداً يعتقد انه ناجٍ من الغرق؟!".