مناسبات

مؤامرات اغتيال الامام علي عليه السلام

{لَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}

لم تكن محاولة الخوارج المتمثلة بقطام وعبد الرحمن بن ملجم المرادي التي اغتالت فيها شمس الحقيقة الامام علي، عليه السلام، في التاسع عشر من رمضان سنة ٤١ هجرية  الاولى، فقد كانت هناك محاولات عدة للنيل من قلعة الاسلام والحق المطلق الذي  لم يداهن الظلمة واكلي السحت من بني امية فقد جرب الحزب الأموي  هذه الخطوة لكنة فشل.

  • مؤامرة معاوية:

كانت محاولات معاوية لاغتيال أمير المؤمنين، عليه السلام، منها ما رواه الأصبغ بن نباته قال: صلينا مع أمير المؤمنين عليه السلام الغداة، فإذا رجل عليه ثياب السفر قد أقبل، فقال: من أين؟

 قال: من الشام، قال ما أقدمك؟

 قال: لي حاجة.

 قال: أخبرني وإلا أخبرتك بقضيتك.

 قال: أخبرني بها يا أمير المؤمنين.

 قال: نادى معاوية يوم كذا، وكذا من شهر كذا وكذا، من سنة كذا وكذا: من يقتل عليا فله عشرة آلاف دينار، فوثب فلان وقال: أنا.

 قال: أنت، فلما انصرف إلى منزله ندم وقال: أسير إلى ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وأبي ولديه فأقتله؟!

 ثم نادى مناديه اليوم الثاني: من يقتل عليا فله عشرون ألف دينار، فوثب آخر فقال: أنا فقال: أنت، ثم إنه ندم واستقال معاوية فأقاله.

 ثم نادى مناديه اليوم الثالث: من يقتل عليا فله ثلاثون ألف دينار، فوثبت أنت – وأنت رجل من حمير – قال: صدقت.

 قال: فما رأيك؟ تمضي إلى ما أمرت به أو ماذا؟

 قال: لا ولكن أنصرف.

 قال: يا قنبر أصلح له راحلته وهيئ له زاده وأعطه نفقته.

وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال: بلغ معاوية ان عليا، عليه السلام، يستنفر الناس بالكوفة للمسير إليه إلى الشام وذلك بعد الموادعة والحكومة فبلغ ذلك من معاوية المبالغ وجعل يدس الرجال إلى علي، عليه السلام، للقتل ولعمل الحيلة في ذلك إلى أن كاتب عمرو بن حريث المخزومي والي الكوفة فقدم الرجل إلى عمرو بن حريث فأنزله مكانا يقرب منه.

🔺 لم تكن محاولة الخوارج المتمثلة بقطام وعبد الرحمن بن ملجم المرادي التي اغتالت فيها شمس الحقيقة الامام علي، عليه السلام، في التاسع عشر من رمضان سنة ٤١ هجرية  الاولى، بل هناك محاولات سابقة وكثيرة

وكان أمير المؤمنين، عليه السلام، لا يرى المسح على الخفين وكان يجلس في مسجد الكوفة الأعظم يفتي في الناس ويقضي بينهم حتى تجب الصلاة فيخلع الخفين ويظهر الرجلين ويصلي بالناس فإذا أراد أن ينصرف إلى أهله لبس خفه وانصرف فأجمع الرجل أن يرصد عليا، عليه السلام.

 فإذا خلع خفيه جعل في أحدهما أفعى أو قال ثعبانا مما كان معه ففعل ذلك، وجعل الأفعى أو قال الثعبان في أحد الخفين، فلما أراد أمير المؤمنين أن يليه انقض عقاب فاختطف الخفَ وطار به في الجو ثم طرحه فخرجت الأفعى فقتلها.

 وإن أمير المؤمنين عليه السلام، قال للناس: خذوا أبواب المسجد، فأخذت الأبواب ونظروا فإذا برجل غريب وهو الذي أرصد عليا بما صنع فاعترف أن معاوية بعثه لذلك إلى عمرو بن حريث.

 فقال أمير المؤمنين، عليه السلام: جيئوا بعمرو ابن حريث ولا تقالوه بسوء فانطلقوا فجاؤوا به ترتعد فرائصه فأرادوا قتله فقال أمير المؤمنين، عليه السلام: دعوه فليس هو ولا معاوية بقاتلي ولا يقدران على ذلك إن قاتلي من مراد ضرب من الرجال أعسر أيسر أصفر ينظر بعيني شيطان، وجعل أمير المؤمنين، عليه السلام، يصفه، قال عليه السلام: يقتلني في الشهر الحرام لا بل في شهر الصيام عهد من النبي الأمي، صلى الله عليه واله إلي بذلك وقد خاب من افترى.

 فهل يوجد في الدنيا حاكم يعرف قاتله وله السلطه عليه وتحت حكمه فيعفوا عنه او يمهله. ابدا محال لا يوجد إلا في قاموس الامام أمير المؤمنين، عليه السلام.

ونحن نعيش مأساة جرح وفقد هذا الحاكم العادل الذي عقمت الدنيا ان تأتي بمثلة بعد النبي، صلى الله عليه وآله، بل هو تلميذه الذي رباه وغذاه من ريقه، وكيف لايكون ذلك وهو تربية سيد الرسل وخاتم النبيين. فسلام عليه يوم ضرب هامتهِ، ويوم جرحهِ وآلمه، ويوم فراقه الدنيا مظلوما مهضوما.

عن المؤلف

أ.د سادسة حلاوي حمود ــ جامعة واسط ــ قسم تاريخ الأندلس والمغرب

اترك تعليقا