مناسبات

أبو طالب الكافل والناصر للنبي محمد

اسمه الشريف: عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي

 ألقابه: سيد البطحاء، وشيخ قريش، ورئيس مكة وبيضة البلد، والشيخ، وشيخ الأباطح. كنيته أبو طالب) وهو لقب غلب عليه حتى لم يعرف أحد يناديه باسمه الأصلي عبد مناف.

ولادته: ولد عام ٨٨ قبل الهجرة، بعد حفر زمزم وقبل عام الفيل ومولد النبي، صلى الله عليه وآله) بخمس وثلاثين سنة.

 سيادته على قومه: كان أبو طالب يتمتع بشخصية قوية مهابة في نفوس قومه، طاهراً مستقيماً يقلدونه في أفعاله، ولا يتقدمونه بأمر إلا بعد أن يستشيروه، كذا وكانت رئاسة قريش بعد عبد المطلب لأبي طالب وكان أمره نافذاً”. (أسنى المطالب لابن دحلان: ص٦).

كان يحبه حبا جما لا ينام إلا الى جنبه، ويخرج فيخرج معه وكان يخصه بالطعام، فإذا اكل عيال ابي طالب جميعا او فرادى لم يشبعوا، واذا اكل معهم رسول الله شبعوا، فيقول ابو طالب: انك لمبارك

كان ابو طالب يتمتع بشخصية قوية مهابة في نفوس قومه وكانت رئاسة قريش وبني هاشم بعد عبد المطلب له، ولم يكن هو الابن الأكبر لعبد المطلب ولم يكن غنيا، ولذا قيل: لم يكن احد يسود قريشا بلا مال سوى ابو طالب وكانت لعبد المطلب علاقة خاصة بوالده لما كان يعرفه من علو منزلته، ولذا طلب منه ان يتولى كفالة النبي، صلى الله عليه وآله، من بعده، فكان عند حسن ظن ابيه فرعاه وعطف عليه وكان يقدمه على ابنائه اجمعين .وكان يقول :ان ابن آمنة النبي محمدا عندي يفوق منازل الاولاد.(سيرة ابن هشام ۱: ۱۷۹).

وكان يحبه حبا جما لا ينام إلا الى جنبه، ويخرج فيخرج معه وكان يخصه بالطعام، فإذا اكل عيال ابي طالب جميعا او فرادى لم يشبعوا، واذا اكل معهم رسول الله شبعوا، فيقول ابو طالب: انك لمبارك .

ولم تكن السيدة الجليلة فاطمة بنت اسد لتختلف عن زوجها في معاملتها لرسول الله فقد كانت تفضّل رسول الله الله على سائر اولادها، وكانت له بمنزلة الام الرؤوم حتى تربى، صلى الله عليه وآله، في حجرها ولم يشعر بيتم الأم، وطالما كان الله يثني عليها ويذكرها بخير وهو شاكر لبرها وكان يسميها امي، ولما توفيت كفنها بقميصه الله وامر ان يحفر قبرها بالبقيع، فلما بلغوا لحدها حفره بيده واضطجع فيه وقال: “اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت اسد، ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها”.

لقد واصل أبو طالب رعايته ونصرته لرسول الله الله طيلة الاثنين والاربعين عاما التي قضاها معه، حتى تمكن الله من إبلاغ دعوته كما أمره الله تعالى، ولم تستطع قريش تشديد مواجهتها للنبي حتى بدأ هو الله يسفه آلهتهم، وذلك لعلمها بان وراءه قوة لا يمكن تجاوزها أو الاستهانة بها وقد تمثلت بابي طالب وبني هاشم الذين أعلنوا بلسانه أنهم حماة النبي، لذا اجتمعت قريش اجتماعات عدة لعلها تُثني الرسول وعمه او تساهم في عزل النبي عن بني هاشم وعبد المطلب، ومن بين اصعب القرارات التي اتخذتها قريش في هذا الصدد هو قرار المحاصرة والمقاطعة الاقتصادية في شعب ابي طالب والذي استمر لمدة ثلاث سنوات .

ايمان ابي طالب في كلام اهل البيت عليهم السلام

ا ان ابا طالب الذي لن يتخلى عن إيمانه لن يتوانى عن حماية الرسول ونصرته حتى آخر لحظات عمره الشريف حتى أوصى القرية واصحابه بأن يدافعوا عنه وينصروه، ولذا كان رسول الله يحب ابا طالب ويثني عليه طيلة حياته ولما سمع بموته حزن عليه حزنا شديدا، ثم قال لعلي: امض فتول غسله فاذا رفعته على سريره فاعلمني ففعل فاعترضه رسول الله وهو محمول على رؤوس الرجال فقال: “يا عم جزيت خيرا فلقد ربيت وكفلت صغيرا ونصرت وازرت كبيرا أما والله لأستغفرن لك والأشفعن فيك شفاعة يعجب لها الثقلان”. ثم دفن في مقبرة الحجون.

 ودافع الامام زين العابدين لنا عن جده ابي طالب فاجاب عندما سئل عنه اكان مؤمنا؟ فقال له: “واعجبا كل العجب ايطعنون على ابي طالب أو على رسول الله الله وقد نهاه الله تعالى أن يقرن مؤمنة مع كافر في غير آية من القرآن، ولا يشك أحداً أن فاطمة بنت اسد رضي الله عنها من المؤمنات السابقات. فانها لم تزل تحت ابي طالب حتى مات ابو طالب”.

واصل أبو طالب رعايته ونصرته لرسول الله الله طيلة الاثنين والاربعين عاما التي قضاها معه، حتى تمكن الله من إبلاغ دعوته كما أمره الله تعالى

 وروي عن الباقر، عليه السلام، له عن أبي بصير قلت لأبي جعفر: سيدي ان الناس يقولون أن أبا طالب في ضحضاح من النار يغلي منه دماغه فقال له: “كذبوا والله ان ايمان ابي طالب لو وضع في كفة ميزان وايمان هذا الخلق في كفة ميزان لرجح ايمان ابي طالب على ايمانهم ثم قال: ألم تعلموا أن أمير المؤمنين عليا لك كان يامر أن يحج عن عبد الله وابنه وابي طالب في حياته ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم”.

وفاة أبي طالب

 ولم يمهل القدر سيد قريش ورئيس مكة – الذي ساد بشرفه لا بماله ـ فقد توفي أبو طالب في السادس والعشرين من شهر رجب سنة ٣ قبل الهجرة، وقيل في شهر رمضان ١٠ للبعثة النبوية الشريفة في شِعب أبي طالب بمكة المكرمة، نعم مات المربي والكافل والناصر، فيا لها من خسارة جسيمة ونكبة عظيمة، ويا لها من أيام محزنة يفتقد فيها سنده القوي وملجأه الأمين من عناة قريش ورد في الخبر: “أنه لما توفي أبو طالب، أوحى الله إلى رسوله أن أخرج فقد مات ناصرك”. (مرأة العقول في شرح اخبار آل الرسول للمجلسي: ج 4 ص:١٧٦).

 ولما قيل لرسول الله: إن أبا طالب قد مات، عظم ذلك في قلبه واشتد له جزعه، ثم دخل فمسح جبينه الأيمن أربع مرات وجبينه الأيسر ثلاث مرات، ثم قال: يا عم ربيت صغيراً، وكملت يتيما، ونصرت كبيرا فجزاك الله علي خيرا خيراً، ومشى بين يدي سريره وحمل يعرضه ويقول: وصلتك رحم وجزيت خيرا، وقال :اجتمعت على هذه الأمة في هذه الايام مصيبتان لا أدري بأيهما أنا أشد جزعا، يعني مصيبة خديجة وأبي طالب”. (تاريخ اليعقوبي: ج: ٢/ ص: ٣٥).

عن المؤلف

أ.د سادسة حلاوي حمود ــ جامعة واسط ــ قسم تاريخ الأندلس والمغرب

اترك تعليقا