فکر و تنمیة

ماذا لو غاب التكافؤ بين الزوجين؟ النتائج والمآلات

قضى امر الله ان يقترن الذكر بالأنثى لتستمر البشرية على هذا النحو الذي نحن عليه الآن، وعملية الاقتران لم تكن بصورة عشوائية، بل وضع لها شروطا وقواعد ومحددات تحكم سيره، وتتضمن العملية توافقاً وقبولاً نفسياً من الطرفين ناتج عن قناعة الطرفين بأن احدهما ملائم للآخر، وهذا الذي يعرف بالتكافؤ بين الزوجين، الذي يضمن استمرار العلاقات الزوجية على قدر عالٍ من الاستقرار والرضا وليس الاستمرار على سبيل المحافظة على العائلة وحمايتها من انفراط عقدها فقط.

وبعد ان طرحنا عرض عن التكافؤ نتساءل هي أهمية التكافؤ بين الزوجين وما هي مجالات هذا التكافؤ؟

 وماذا سيحصل لو ان التكافؤ بين الزوجين لم يحصل وماهي التبعات على العائلة سيما الاطفال؟

⭐ التكافؤ الاجتماعي مطلب مهم من مطالب النجاح في اختيار الشريك المناسب، واعني بالتكافؤ الاجتماعي التقارب في العادات والتقاليد والقيم وكل المحددات المجتمعية

يعد التكافؤ بين الازواج واحد من اهم الاساسات التي تجعل من الزواج آمناً غير تقليدي او مبني على أُسس عاطفية غير واقعية، كوسيلة لتحقيق استقرار الأسرة على المدى الطويل، وما يدمر هذه التكافؤ هو الكثير من العوامل التي قد تجعل المقبلين على الزواج يهملون التكافؤ والتوازن بينهم، مثل قصص الحب أو الزيجات المصلحية او زيجات التي تفرضها العوائل على ابنائها من غير إرادتهم أو غيرها من الحالات التي يكون الزواج فيه غير ناضج او  فلنقل معرض للانهيار اكثر.

  • مفهوم الزواج المتكافئ:

هناك خلط يحصل لدى الكثير من الناس بين مفهومي التكافؤ والمساواة فيما يخص الزوجين ومن هنا تبدو اهمية توضيح الفروق  بينهما، إذ يشير التكافؤ الى التساوي القيمي، بينما  المساواة تعني التساوي في الشكل والمضمون بمعنى التساوي في القيمة والكم ، والاختلاف بينهما يمكن في الشكل فلا يعني التكافؤ التطابق بأي شكل من الاشكال، فتكافؤ الفرص ـ مثلاً ـ يعني أن تكون الفرص متاحة للجميع بنفس الدرجة مع اختلاف نوعية الفرصة، لذا يجب الانتباه.

⭐ يعد التكافؤ بين الازواج واحد من اهم الاساسات التي تجعل من الزواج آمناً غير تقليدي او مبني على أُسس عاطفية غير واقعية

والتكافؤ لا يعني أبداً إلغاء الفروق في الأدوار والمسؤوليات والحقوق بين الزوجين ولا يمكن عبره الغاء او خلط الواجبات الزوجية الاسرية والتربوية المنوطة بكل منهما، ولا يعني أن يكونا نسخة عن بعضهما، وإلا فالاثنين يصبحان على تنافر دائم وهذه كارثة تصل آثارها الى الابناء فتغيب شخصيتهم او يصعب عليهم تحديد هويتهم.

  •  فيمَ يجب ان يكون التكافؤ:

الجزئيات التي يجب ان يحصل فيها تكافؤ بين الزوجين فهي:

  1. اول ما يجب ان يُنظر إليه عند الإقدام على اختيار شريك الحياة هو التكافؤ العمري او التقارب في السن، إذ ينبغي ان يكون الفارق بسيط بينهم ليكون بينهم انسجاماً يديم العلاقة اكثر نتيجة لاقتراب مناطق التفكير من بعضهما وبالتالي تجنب التجارب الحياتية السيئة الناتجة عن الفرق الشاسع بالعمر.
  2. التكافؤ الاجتماعي مطلب مهم من مطالب النجاح في اختيار الشريك المناسب، واعني بالتكافؤ الاجتماعي التقارب في العادات والتقاليد والقيم وكل المحددات المجتمعية، فلو حصل الزواج بدون تقارباً اجتماعياً فأن ذلك سيؤدي الى العديد من العواقب والآثار غير الايجابية خاصة في مجالات التنشئة والعلاقات بينهم بصورة عامة.
  3. من الاهمية بمكان ان يكون بين الزوجين تقارباً علمياً، اقول تقارب وليس تطابق لكون التطابق لا يمكن ان يحصل بين اي شخصين في كل هذا العالم، فالتقارب التحصيلي من الممكن ان يحدث تقارب في التفكير وهو ما يحدث تقارباً في ادارة العائلة وهو ما يعود بالإيجاب على العائلة.
  4. التكافؤ بالشكل الخارجي ضروي ايضاً بالنسبة للزوجين؛ لأن المشوار طويل والتقبل النفسي لدى بعضهما لبعضهما لابد ان يكون حاضراً لدوام الحب بينهما، فحين تتم الزيجة وبعدها يشعر أحدهما بأن الآخر غير ملائم له سيكون الامر بالنسبة اليه بمثابة نقطة ندم لا يستطيع تخطيها، او التراجع عنها  ومن هنا تنشأ الكثير من المشكلات التي قد تنتهي الى الطلاق.
  5. لابد من يكون بين الزوجين تقارب في ما يخص الامور الصحية وهذا يحتاج الى مكاشفة في مرحلة الخطوبة  لكون إخفاء بعض الأمور الصحية سيؤثر على الطفل في المستقبل ومنها انتقال الامراض الوراثية للأبناء وهذا الذي يجب ان لا يخفى وان كلف الامر إنهاء الخطوبة وعدم اكمال الزواج.

تلك ابرز الزوايا التي يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار في اختيار الشريك لتفادي الازمات والمشاكل التي كان يجب ان نهائها قبل ان تحدث والا فالنتائج وخيمة ولا يمكن تخطيها او تصحيحها وتلك هي الخسارة.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا