بأقلامکم

سمكة ام شبكة؟

تتنوع طرق المعروف التي يسلكها الاطياب الذين يتمسكون بشعار: أحب الخلق الى الله انفعهم لعباده، ويسعون لأصلاح الرقع التي تسبب بحدوثها سوء الاوضاع الاجتماعية، او الاقتصادية او النفسية وغيرها، فمنهم من يتصدّق ومنهم من يُصلح بين متخاصمين ومنهم من يتعلّم و يُعلّم القرآن ليكون خير الناس، يقول الرسول الأكرم، صلى الله عليه وآله: (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه).

ولكن هل من الافضل ان تعطي سمكة ام شبكة؟

فالسمكة تكفي لسدّ جوع يوم ولكن لاتكفي لكل يوم، عبارة أهدانيها أحد الاشخاص المميزين ليجعلها لي شعاراً في السمو والارتقاء باصطناع المعروف، وذلك بأن جعلني ابحث عن ذاتي واجدّ ما أطمح اليه، وهذا بصفته يجعل يصيّر المرء شعلة من العطاء لنفسه ولمجتمعه، وتعليم الصيد يأتي ايضا بعدة أشكال منها ما يكون بالقول كما ذكرت سابقا (بشكل حكمة او موعظة او تحفيز مثلا)، وهذا ما أغنانا به أهل البيت، عليهم السلام، في حكمهم ومواعظهم العظيمة، ومنها مايكون بالفعل كتعليمه حِرفه او عمل ليدوم عليه وهكذا.

الانسان بطبعه يتميّز بكرامته التي يدافع ويحافظ عليها حتى عدّ الاسلام من يموت دفاعا عن كرامته شهيدا، وتعليمك له لصيد السمك ينمي في داخله حب الانجاز والاعتماد على الذات ولايجعله يشعر بأنه اسيراً للسمكة فالبحر يحوي بداخله كنز من الاسماك.

عن المؤلف

د. يُمن سلمان الجابري

اترك تعليقا