تربیة و تعلیم

دور الاب في التربية… لو غُيب ؟

لن تسير الحياة دونما ترتيب وان سارت فتسير بتخبط وعشوائية، والطريق الى تنظيم حياة الانسان في الحياة هي التربية، التي تعرف على انها “تعليم الطفل وتنشئته منذ الولادة حتى سن البلوغ لكي يتمكن من النمو الجسدي والفكري والعقلي، وتوفير الحماية له”، والاب هو محور عملية التربية وعمود ولابد ان يدرك اهميته واهمية المهمة المكلفة بها وعدم التنصل عنها او الاستهزاء بها او تجاهلها.

اليوم فضلنا الحديث عن دور الاب في التربية وكيف يمكن ان يكون دوره ناجحاً، فنجاحه مقترن بقدرته على إحداث توازن في التربية تحت قاعدة “لا افراط ولا تفريط”، وهذا التوازن يمكن ان يكون عبر ثلاث محددات وقواعد:

 الاولى: ضرورة ان يبتعد الأب عن إيلاء الاهتمام المفرط والتدليل الزائد لطفله كما يعمل الكثير من الاباء بالإغداق طعاما وملبساً، واجهزة لوحية وسيارات وما شاكل من اشكال التدليل الكثير التي تجعل الطفل غير ذا معنى او هدف.

الثانية: ليحافظ  الاب على التوازن يجب ان يخلع ثوب العصبية القبيلة ويبتعد عن القسوة المفرطة في طريقة تعامله مع ابناءه، لكون هذه القسوة ستنتقل لا شعورياً الى الابناء، وبالتالي يتحولون الى اناس شديدي القسوة، او انهم يحاولون الانتصار لأنفسهم بإستخدام آلية التعويض النفسي فيما بعد.

📌 ضرورة ان يبتعد الأب عن إيلاء الاهتمام المفرط والتدليل الزائد لطفله كما يعمل الكثير من الاباء بالإغداق طعاما وملبساً، واجهزة لوحية وسيارات وما شاكل من اشكال التدليل الكثير التي تجعل الطفل غير ذا معنى او هدف.

الثالثة: لابد للاب يبتعد عن حرمان الاطفال بداعي تركهم يعتمدون على انفسهم، او انه يمارس الاسقاط عليهم لكونه تعرض لهذا الحرمان سابقاً، ثم من الاخطاء التربوية التي انهم يجعلون ابناءهم في منازل اشبه بالأقفاص التي يوضع فيها الحيوانات بداعي الخوف عليهم، ألم يكن الافضل اختيار الاصدقاء لهم، او التقصي و التحري عن الدائرة الاجتماعية التي ينتمون لها؟ او انهم حين يمنعون ابناءهم من شيء لابد من تعويضه فتقوم باصطحابه الى ملعب كرة قدم، او مسبح، او نشاط ديني او اجتماعي وما ما شابه.

  • ادوار الاب في التربية:

يشتمل دور الاب في التربية على ثلاث محاور رئيسة وهي:

الدور الأول: النظري الارشادي الذي يمارسه الاب عبر تقديم النصح والارشاد والتوجيه لابنه، كونه في مرحلة عمرية لا يمتلك وعياً كافياً لإدارة امور حياته بنجاح متجنباً للمشاكل الحياتية الكثيرة والمتنوعة.

 الدور الثاني: ممارسة دور القدوة في المنزل وخارجه، لان الابن يرى في سلوكيات والده الصواب المطلق ومادونه هو الخطأ، بذا لابد ان يحسن الاب التصرف في جميع سلوكياته لأنها ستنتسخ على سلوكيات ابنه.

الدور الثالث:  توفير المتطلبات المادية التي تضمن للأبناء العيش الهانئ او المحترم على اقل تقدير، فأنت ايها الوالد المحترم ان لم تستطع ان توفر لابنك المأكل الجيد، والملبس المناسب، والتعليم الضروري والموازي لاقارنه في المجتمع فلا داعي لئن يُزج في حياة تحمل كل معاني القسوة والصعوبة، فمثل هذه الحالات يتحمل وزرها الاباء امام المجتمع وامام اطفالهم وامام الله ـ تعالى ـ.

  •  ماذا لو تحول الاب الى مصدراً مالياً للعائلة فقط؟

فلنتفق ان الدعم المالي هو احد اهم انواع الدعم الذي يقدمه الاب لأبنائه والذي يوفر لهم حياة كريمة تليق بهم كبشر، لكن يجب ان لا يقتصر دور الاب على الدعم المادي فحسب لأن في مثل هذه الحالة سيتحول الاب الى ما يشبه ( صندوق نقود) الذي يرمى حين يفرغ مما فيه وبذا يكون التعامل مع الاب من قبل الابناء مصلحي نفعي اكثر مما هو انساني.

  • ماذا لو همش دور الاب؟

اننا كمختصين في التربية نحذر من ان يهمش دور الاب في الاسرة ونعد الامر خطيئة كبيرة بحق الاسرة عموماً، اذ أن تهميش الاب ينشأ منه اسرة برأسين يجر احدهما اضعفهما، مما يجعل الابناء متوترين، قلقين، منعزلين، سلبيين، وغير اجتماعيين، والسبب في هذا كله هو ان الاب يتنصل من المسؤولية الملقاة على عاتقه، ويلقي بالمهمة كاملة على الام، او ان الاب ضعيف الشخصية فيُصادر رأيه لصالح الام وفي كلتا الحالتين المتضرر هم الابناء.

📌 كمختصين في التربية نحذر من ان يهمش دور الاب في الاسرة ونعد الامر خطيئة كبيرة بحق الاسرة عموماً، اذ أن تهميش الاب ينشأ منه اسرة برأسين يجر احدهما اضعفهما

في الختام نذكر الآباء بمسؤولياتهم وضرورة اخذ دورهم في التربية فمهما اجادت الام في التربية تبقى التربية يشوبها النقص ولن تكتمل، إلا بتكامل الادوار بالتنسيق بين الابوين وهذا الذي نبتغيه لحماية الطفل وتوجيهه نحو الوجهة السليمة.

عن المؤلف

عزيز ملا هذال/ ماجستير علم النفس

اترك تعليقا