الأخبار

السلطات الهندية تطارد المسلمين بـ”عدالة الجرافة”

الهدى – وكالات

بعد ليلتين أمضتهما في حجز الشرطة، تم الإفراج عن الفتاة الهندية فاطمة لتشاهد على هاتفها لقطات حية لمخلب جرافة تحطم منزل أسرتها الذي ولدت ونشأت فيه.
منزل فاطمة يعد واحدا من بين عشرات المساكن والشركات التي سوتها الجرافات بالأرض هذا العام، في حملة روجت لها السلطات الهندية مرارا على أنها “معركة ضد البناء غير القانوني، ورد حازم على النشاط الإجرامي”.
لكن الجماعات الحقوقية أدانت “عدالة الجرافات” ورأتها ممارسة غير قانونية وعقابا جماعيا من الحكومة القومية الهندوسية، مشيرة إلى أن العديد من ضحايا الحملة “يشتركون في شيء واحد”، ففاطمة التي هدم منزل أسرتها تقول “نحن مسلمون، وهذا هو سبب استهدافنا”.
وحاكم ولاية أوتار باراديش ابتدع “سياسة الجرافة” التي انتشرت لاحقا في ولايات هندية مختلفة، وهو يحكم ولاية أوتار براديش (مسقط رأس فاطمة) يوغي أديتياناث، وهو راهب هندوسي يرتدي رداء الزعفران ويُنظر إليه على أنه خليفة محتمل لرئيس الوزراء ناريندرا مودي في منصبه، ويدافع عن الجرافة بوصفها رمزا لالتزامه بالقانون والنظام وأداة محتملة لاستخدامها ضد “مثيري الشغب”.
احتفل مساعدو أديتياناث بحملته الناجحة لإعادة انتخابه رئيسا لوزراء الولاية، في وقت سابق من هذا العام، حيث ظهر راكبا إحدى الجرافات، بينما أصبح وشم الجرافة شائعا بكثرة بين مؤيدي حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند.
ومنذ ذلك الحين، انتشرت “سياسة الجرافات” في أماكن أخرى من البلاد، وانطلقت حملات الهدم سريعا في أعقاب اندلاع الاضطرابات الدينية.
و في أبريل/نيسان الماضي، اندلعت مواجهة عنيفة بين الهندوس في أعقاب موكب ديني للمسلمين خلال شهر رمضان، وعلى إثرها هدمت السلطات في دلهي نحو 20 واجهة لمتاجر المسلمين، إلى جانب واجهة مسجد، في تحد لأمر المحكمة بالتوقف.
ويقول المسؤولون في الحكومة إن سلسلة عمليات الهدم “قانونية، لأنها تستهدف المباني التي شيدت من دون موافقة قانونية فقط”، لكن الضحايا الذين هدمت منازلهم وممتلكاتهم ينفون هذا الزعم، مؤكدين أن مساكنهم قانونية، ويقولون إنهم لم يُمنحوا مهلة الإشعار المطلوبة قانونا للاعتراض على أوامر الهدم.
ويقول منتقدو الحكومة إن الحملة هي أحدث مظهر من مظاهر السياسات التمييزية لحزب بهاراتيا جاناتا تجاه مجتمع الأقلية المسلمة البالغ نحو 200 مليون مسلم في الهند.
وقالت منظمة العفو الدولية يونيو/حزيران الماضي إن عمليات الهدم كانت جزءًا من حملة انتقائية و”شرسة” على المسلمين الهنود الذين تجرؤوا على التحدث ضد التمييز الذي يواجهونه.
و يخشى العديد من المسلمين الذين يعيشون في ولاية أوتار براديش الآن تعرض منازلهم للتدمير، بعد مشاركة أفراد عائلاتهم في احتجاجات الشهر الماضي.

عن المؤلف

هيأة التحرير

اترك تعليقا